أبثين إنك قد ملكت فأسجحي وخذي بحظك من كريم واصل
فلرب عارضة علينا وصلها بالجد تخلطه بقول الهازل
فأجبتها بالقول بعد تستر حبي بثينة عن وصالك شاغلي
لو كان في قلبي كقدر قلامة فضلا وصلتك أو أتتك رسائلي
صادت فؤادي يا بثين حبالكم يوم الحجون وأخطأتك حبائلي
منيتني فلويت ما منيتني وجعلت عاجل ما وعدت كآجل
و أطعت في عواذلا فهجرتني وعصيت فيك وقد جهدن عواذلي
و تثاقلت لما رأت كلفي بها أحبب الي بذلك من متثاقل
و يقلن انك يا بثين بخيلة نفسي فداك من ضنين باخل
و يقلن انك قد رضيت بباطل منها فهل لك في اجتناب الباطل
و لباطل ممن أحب حديثه أشهى الي من البغيض الباذل
حاولنني لأبت حبل وصالكم مني ولست وان جهدن بفاعل
فرددتهن وقد سعين بهجركم لما سعين له بأفوق ناصل
يعضضن من غيظ لعي أناملا ووددت لو يعضضن صم جنادل
ليزلن عنك هواي ثم يصلنني فاذا هويت فما هواي بزائل
و من روائعه أيضا :
خليلي عوجا اليوم حتى تسلما على عذبة الأنياب طيبة النشر
فإنكما إن عجتما لي ساعة شكرتكما حتى أغيب في قبري
ألما بها ثم أشفعا لي وسلما عليها سقاها الله من سائغ القطر
وبوحا بذكري عند بثنة وأنظرا أترتاح يوما أم تهش إلى ذكري
فان لم تكن تقطع قوى الود بيننا ولم تنس ما أسفلت في سالف الدهر
فسوف يرى منها اشتياق ولوعة ببين وغرب من مدامعها يجري
وأن تك قد حالت عن العهد بعدنا وأصغت الي قول المؤنب والمزري
فسوف يرى منها صدود ولم تكن بنفسي من أهل الخيانة والغدر
أعوذ بك اللهم أن تشحط النوى ببثنة في أدنى حياتي ولا حشري
وجاور إذا ما مت بيني وبينها فيا حبذا موتي إذا جاورت قبري
هي البدر حسنا والنساء كواكب وشتان بين الكواكب والبدر
لقد فضلت حسنا على الناس مثلما على ألف شهر فضلت ليله القدر
أيبكي حمام الأيك من فقد ألفه وأصبر ؟ مالي عن بثينة من صبر
يقولون : مسحور يجن بذكرها وأقسم ما بي من جنون ولا سحر
لقد شغفت نفسي يا بثين بذكركم كما شغف المخمور يابثن بالخمر
ذكرت مقامي ليله البان قابضا على كف حوراء المدامع كالبدر
فكدت ولم أملك اليها صبابة أهيم وفاض الدمع مني على نحري
فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة كليلتنا حتى نرى ساطع الفجر
تجود علينا بالحديث وتارة تجود علينا بالرضاب من الثغر
فيا ليت ربي قد قضى ذاك مرة فيعلم ربي عند ذلك ما شكري
ولو سألت مني حياتي بذلتها وجدت بها إن كان ذلك من أمري
مضى لي زمان لو أخير بينه وبين حياتي خالدا آخر الدهر
لقلت : ذروني ساعة وبثينة على غفلة الواشين ثم أقطعوا عمري
مفلجة الأنياب لو أن ريقها يداوى به الموتى لقاموا من القبر
إذا ما نظمت الشعر في غير ذكرها أبى وأبيها أن يطاوعني شعري
فلا أنعمت بعدي ولا عشت بعدها ودامت لنا الدنيا إلى ملتقى الحشر
بثينة ُ قالتْ يَا جَميلُ أرَبْتَني فقلتُ كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ
وأرْيَبُنَا مَن لا يؤدّي أمانة ولا يحفظُ الأسرارَ حينَ يغيبُ
بعيدٌ عن من ليسَ يطلبُ حاجة وأمّا على ذي حاجة ٍ فقريبُ