بسم الله الرحمن الرحيم (يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } العلم درجات: أولها الصمت، والثانية الاستماع، والثالثة الحفظ، والرابعة العمل، والخامسة النشر ***مروان طاهات*** يرحب بكم ويكيبيديا الموسوعة المروانية MANT

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

نسب الربحية (Profitability Ratio)


تعتبر الربحية مؤشر لنجاح الأعمال. ومقياس الربحية هو الاهتمام الرئيسي لجميع الأطراف المعنية مثل الدائنون والمستثمرون والمالكون والإدارة، ويؤخذ صافي المبيعات كقاسم مشترك في حساب جميع نسب العائد. ويمثل هامش إجمالي الربح وهامش الربح التشغيلي وهامش صافي الربح مقدرة الشركة على ترجمة المبيعات إلى ربح في مراحل مختلفة من التحليل.

1-1 هامش إجمالي الربح (Gross Profit Margin)
هو أحد النسب الأكثر أهمية لقياس ربحية الشركة. ويُحتسب هامش إجمالي الربح من خلال طرح تكلفة المبيعات من صافي المبيعات. وهذا المعدل يعكس العلاقة بين إجمالي المبيعات وتكلفة المبيعات. وهامش إجمالي الربح الناتج يقسم على المبيعات للوصول إلى نسبة هامش إجمالي الربح. وهذه النسبة تشير إلى الهامش المتوفر لامتصاص تكاليف البيع والإدارة وغيرها من المصاريف والخسائر للوصول إلى صافي الربح.
 = 
إجمالي الربح
 X
 100
 المبيعات

إن حجم هامش إجمالى الربح يرتبط بطبيعة الصناعة إلى حد كبير. ويحتاج تفسير هامش إجمالى الربح للرجوع إلى النماذج والمعايير الخاصة بتلك الصناعة.

1-2 هامش الربح التشغيلي (Operating Profit Margin)
الربح التشغيلي هو مؤشر آخر مفيد لقياس الربحية الناتجة فقط عن النشاط الأساسي للمنشأة. وهذا المعدل يعكس العلاقة بين الربح التشغيلي والمبيعات. ويظهر العائد من النشاط الأساسي قبل المصاريف غير التشغيلية والإيرادات والضرائب قدرة المؤسسة على تحقيق الأرباح من أعمالها الأساسية.
وفيما يلي معادلة هامش الربح التشغيلي:
 = 
الربح التشغيلي
 X
 100
 المبيعات

1-3 هامش صافي الربح (Net Profit Margin)
تمثل العلاقة بين صافي الربح والمبيعات. إن حساب هذه النسبة يمكن أن يُعدّل استناداً إلى حاجة المحلل مثل استبدال صافي الربح بالعائد قبل تكاليف الفائدة أو العائد بعد الفائدة والضرائب. ويجب على المحلل أن يبحث عن أي دخل/مصاريف أو ربح/خسارة غير عادي أو غير متكرر فيما يتعلق مباشرة بالنشاط الأساسي للشركة. ويجب أن تُستثنى هذه البنود عند قياس (الفاعلية البحتة) للشركة.
ويحسب هامش صافي الربح باستخدام المعادلة التالية:
 = 
صافي الربح
 X
 100
 المبيعات

1-4 العائد على الموجودات/الإستثمار (Return on Assets/Investment)
يقيس هذا المعدل الفعالية الكلية للشركة في تحقيق الربح من خلال الإستثمارات والموجودات المتاحة لديها. وكلما زاد هذا المعدل كلما كانت الربحية أكبر. وهذا المعدل مؤشر على الربحية الكلية للشركة ذات الرأسمال المتوفر من خلال الأسهم والديون الرأسمالية. والمستثمرون حريصون على النظر إلى هذا المعدل لأنه يعطي صورة واضحة عن ربحية الشركة. وفيما يلي معادلة حساب العائد على الاستثمار:
 = 
صافي الربح
 X
 100
 إجمالي الموجودات

1-5 العائد على حقوق المساهمين (Return on Equity)
يقيس العائد الذي تحققة الشركة للمساهمين. حيث يلعب هذا المعدل دوراً هاماً في قرارات الاستثمار الخاصة بمُلاّك الأسهم أو الحقوق. ويتطلع المُلاّك إلى التزايد في هذا المعدل. ويحتسب العائد على حقوق المساهمين عن طريق المعادلة التالية:
 = 
صافي الربح
 X
 100
 إجمالي حقوق المساهمين

1-6 تحليل دوبونت (The Dupont Analysis)
إن أهمية نسبة العائد على حقوق المساهمين كمؤشر على الأداء تجعل من الأهمية تقسيم هذا المعدل إلى مكونات عديدة توفر نظرة متعمقة في أسباب تغير نسبة العائد على حقوق المساهمين. ويشار إلى عملية تفصيل نسبة العائد على حقوق المساهمين إلى نسب مكوناته بنظام دوبونت. وبدايةً فإن نسبة العائد على حقوق المساهمين يمكن أن تفصل إلى نسبتين هما هامش صافي الربح ونسبة دوران حقوق المساهمين. 
نسبة العائد على حقوق المساهمين =
صافي الدخـل
 X
صافي الدخـل
 X
صافي المبيعات
  حقوق المساهمين
  صافي المبيعات
  حقوق المساهمين

وهذا يوضح أن العائد على حقوق المساهمين يساوي هامش صافي الربح مضروباً في معدل دوران حقوق المساهمين وهو ما يعني ضمنياً أن الشركة يمكن أن تحسّن العائد على حقوق المساهمين إما باستخدام موجوداتها بفعالية أكثر أو من خلال زيادة في أرباحها.

إن معدل دوران حقوق المساهمين في الشركة يتأثر بهيكل رأسمالها. وتحديداً فإن الشركة يمكن أن تزيد من معدل دوران حقوق المساهمين فيها عن طريق توظيف نسبة أعلى من القروض الرأسمالية ويمكننا أن نرى هذا التأثير في العلاقة التالية: 
صافي المبيعات
=
صافي المبيعات
 X
إجمالي الموجودات
  حقوق المساهمين
  إجمالي الموجودات
 حقوق المساهمين

وهذه المعادلة تشير إلى أن معدل دوران حقوق المساهمين يساوي معدل دوران إجمالي موجودات الشركة مضروباً في نسبة إجمالي الموجودات إلى حقوق المساهمين وهو مقياس للرفع المالي. وهذا التفصيل لمعدل دوران حقوق المساهمين يدل على أن الشركة يمكن أن تزيد معدل دوران حقوق المساهمين إما بزيادة معدل دوران إجمالي موجوداتها أو بزيادة الرفع المالي.
وبضم هذين التفصيلين نرى أن نسبة العائد على حقوق المساهمين في الشركة تتألف من ثلاثة معدلات (نظام دوبونت) كما يلي: 
صافي الدخل
=
صافي الدخـل
 X
صافي المبيعات
 X
إجمالي الموجودات
  الأسهم العادية
  صافي المبيعات
  إجمالي الموجودات
  الأسهم العادية

1-7 تحليل نفقات التشغيل (Operating Expense Analysis)
تقوم الإدارة بإجراء هذا التحليل لتقييم فعالية المصاريف التي تم تكبدها لتحقيق المبيعات. ويتم التعبير عن مصاريف التشغيل كنسبة مئوية من المبيعات لتحديد النسبة المئوية من المبيعات التى صرفت على عبْ معين. على سبيل المثال يمكن التعبير عن مصاريف التسويق والترويج كنسبة مئوية من المبيعات، وتعطى هذه النسبة بعض الإرشادات لمقارنة فعالية مصاريف التسويق في تحقيق المبيعات خلال فترة زمنية محددة.
 = 
نفقات التشغيل
 X
 100
 المبيعات


الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

اجمل كلام في الام

الأم .. وما أدراك ما الأم .. إنها إحساس ظريف .. وهمس لطيف .. وشعور نازف بدمع جارف .. 
الأم .. جمال وإبداع .. وخيال وإمتاع .. وجوهره مصونة ولؤلؤه مكنونه ..
الأم .. كنز مفقود لأصحاب العقوق .. وكنز موجود لأهل البر والودود ..
الأم .. تبقي كما هي .. في حياتها وبعد موتها .. وفي صغرها وكبرها .. فهي عطر يفوح شذاه .. وعبير يسمو في علاه .. وزهر يشم رائحته الأبناء ..وأريج يتلألأ في وجوه الآباء.. ودفء وحنان .. وجمال وأمان .. ومحبه ومودة .. ورحمه وألفه .. وأعجوبه ومدرسه .. وشخصيه ذات قيم ومبادئ .. وعلو وهمم .. وهي المربية الحقيقية لتلك الأجيال الناشئة :
الأم مدرسه إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق

الأم .. هي قسيمه الحياة .. وموطن الشكوى .. وعماد الأمر .. وعتاد البيت .. ومهبط النجاة .. وهي آية الله ومنته ورحمته لقوم يتفكرون .. 
الأم .. صفاء القلب ونقاء السريرة .. ووفاء وولاء .. وحنان وإحسان .. وتسليه وتأسيه .. وغياث المكروب ونجده المنكوب .. وعاطفة الرجال ومدار الوجدان .. وسر الحياة .. ومهاج الغضب .. ومقعد ألألفه .. ومجتلى القريحة .. ومطلع القصيدة .. وموطن الغناه .. ومصدر الهناء ومشرق السعادة 

الأم .. أشد أمم الأرض بأسا .. واسماها نفسا .. وأدقها حسا .. وأرسخها في المكرمات أقداما .. وارفعها في الحادثات أعلاما .. واقرها في المشكلات أحلاما .. وأمدها في الكرم باعا وأرحبها في المجد ذراعا ..

الأم .. كوكب مضي ء بذاته .. ويسمو في صورته وسماته .. وأجمل بلسما في صفاته ولها منظرا أحلى من نبراته .. ونفس زكيه طاهرة بصلاته .. وجسما غريباً يبهر في حجابه .. وعيوناً تذرف الحب بزكاته .. جدها عبرة .. ومزحها نزهة .. نخلة عذبة .. وشجرة طيبة .. ومخزن الودائع .. ومنبع الصنائع .. 
الأم .. نعم الجليس .. وخير الأنيس .. ونعم القرين في دار الغربة .. ونعم الحنين في ساعة القربة ..

لماذا الأم ؟؟
الأم مصدر السعادة والراحة والأمان والألفة والاطمئنان ولها عظيم الشأن .. سعت لراحتك وأنت نطفة في بطنها وتحذر مما يضرها، فلا يكون طعامها إلا ما يثبتك في القرار، ويغذوك في النشوء، وتترك الشهوات اللذيذة، والأطعمة الشهية إذا كان يضر بالنطفة وتترك الأشغال والتردد في قضاء الأوطار والمشي في الطرقات وحمل الأثقال إشفاقاً على النطفة وهي نطفة، إنها معاناة طويلة أتى بعدها فجر تلك الليلة التي لم تنام فيها ولم يغمض لها جفن ونالها من الألم والشدة والرهبة والخوف ما لا يصفه قلم، ولا يتحدث عنه لسان، اشتد بها الألم حتى عجزت عن البكاء، ورأت بأم عينها الموت مرات ومرات، حتى خرجت إلى الدنيا فامتزجت دموع صراخك بدموع فرحها وأزلت كل الألم والجراح، وقد مرت سنوات عمرها وهي تحملك في قلبها وتغسلك بيدها وجعلت حجرها لك فراش وصدرها غذاء وتسعد لترى ابتسامتك، وسرورها أن تصنع لك شيئاً وسعادتك بفرحك، ومن يوم أن تلد إلى أن تستقل لا يُحمل للمنزل من الطعام إلا ما يلائمك، وإن كان غير محبوب عندها فتترك محبوبها كرامة لك ثم تنتصب لتربيتك وجلب المنافع لك ودفع المضار عنك، ولو تركتك في الأرض أكلتك الهوام وعقرتك الحشرات، فلا تزال تطلب رضاك حتى يبدو تميزك إلى أن بكيت أو حزنت خدعتك عن البكاء وصرفت عنك الحزن والأسى. ولقد بلغ من أمرها في تطييب نفسك وإقرار عينك ودفع ما يضيق به صدرك، مبلغاً لا تجازيها عليه أبداً وكيف لا وقد عملت من أجل راحتك وسعة صدرك، وتمر الليالي والأيام وهي خادمة لك، وعاملة لك وداعية لك بالخير، تنتظر يوم شبابك ويوم لقائك ويوم رجولتك، ويوم زواجك فتفرح لزفافك، ويتقطع قلبها حزناً على فراقك .. إن الإحسان إلى الأم له فضائل وثمرات : منها قبول العمل وتكفير السيئات وإجابة الدعوة بل هو الحق الثاني بعد حق الله ورسوله ومن أحب الأعمال إلى الله. وفي الحديث عن النبي { أنه قال: (إن أحب الأعمال إلى الله: الصلاة على وقتها وبر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله) مت. انظر إلى هذا الأجر العظيم دون قطع الرقاب وضرب الأعناق.
ومنه أيضاً إنشراح الصدر وطيب الحياة وسعادة في الدنيا وزيادة في العمر وتفريج الكربات وذهاب الهموم والأحزان، وبركة في المال والأولاد وتيسير الأعمال وحفظ الأوقات. عن أنس بن مالك } قال سمعت رسول الله { يقول: (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) متفق عليه. وأما في الآخرة جنة عرضها السموات والأرض، جاء عن معاوية بن جاهمة } قال كنت مع النبي { أستشيره في الجهاد. فقال لي: (ألك والدان)؟ قلت: نعم، قال: (ألزمهما فإن الجنة تحت رجليهما).
وغير ذلك من الأجور والفضائل المثمرة في فضل ذلك الكائن الفريد.

الأم في الكتاب والسنة
الأم في القرآن الكريم 
يطلق القرآن الكريم كلمة "الأم" على الأصل الطيب والمقدس لكلّ شيء عظيم. فمكّة المكرّمة هي "أم" القرى، لأنها مهبط الرسالات السماوية التي اختزلها الله عزّ وجلّ في "الإسلام" الذي كان غاية الرسل والرسالات جميعاً، فقال تعالى: { مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها } [الأنعام:92]، وقال: {وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومَن حولها} [الشورى:7].
وأطلق الله عزّ وجل على خزائن علمه مصطلح "أم الكتاب"، فقال تعالى: { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} [الرعد:39]. وهي التي يصدر عنها كل ما هو مخلوق ومعلوم وما تحيط به العقول، وما لا تدركه الأبصار من أمر الدنيا والآخرة، فهي مستودع تنفيذ إرادة الله عزّ وجل بين الكاف والنون { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كُن فيكون }.
وعلى هذا النسق يفرّق القرآن الكريم بين الأم والوالدة.. من حيث أن الله عز وجل يطلق "الوالدة" على المرأة التي تنجب الطفل بغض النظر عن مواصفاتها وصفاتها الحسنة أو القبيحة.. بل هي مجرد عملية إنجاب تدور بين الإنسان والحيوان حين يلتقي الذكر بالأنثى وما يتبع ذلك من حمل وإرضاع، كما قال تعالى: {والوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتمّ الرضاعة} [البقرة:233].
وهذه الوالدة هي محل البرّ والإكرام كالوالد لا فرق بين السيىء منهما والحسن من حيث وجوب ذلك البر كما قال تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً} [الإسراء:23]، حتى لو كانت الوالدة بغيا أو كافرة. أما الأم فقد أطلقها الله عزّ وجل على الأصل الكريم الذي هو رمز التضحية والفداء والطهر والنقاء، والحب والحنان، وهي الأصل الذي يتشرف الولد به، ويفخر بنسبه له ونسبته إليه، وتأمل في هذا الفرق الذي جاء على لسان النبي عيسى عليه السلام، فهو حين تكلّم عن وجوب البرّ والإكرام ذكر وصف "الوالدة"، فقال: {وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً} [مريم:32]. وحين تكلم القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام وعن مواصفات وصفات والدته الكريمة والمعجزة، أطلق عليها لفظ "الأم"، فقال عزّ وجل: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمّه صديقة...} [المائدة:75]، وعندما أراد الله عز وجل لفت نظر الأبناء إلى معاناة الأم من جراء الولادة، مقدماتها وآثارها ونتائجها، فإن القرآن الكريم يطلق كلمة "الأم" المضحية الصابرة المكرمة يوم القيامة والتي أمرنا الله بإكرامها في الدنيا إكراماً مطلقاً لا حدود له، فمن أساليب القرآن الكريم البليغة في هذا المجال أنه يوصينا ببرّ الوالدين ثم يعقبها بالحديث عن الأم فقط لشدة فضلها على الأب {ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن} [لقمان:14].
وهكذا تحدّث الله عن فضل الأم لشدة معاناتها وهناً على وهن في الحمل وما يلزم له من تضحيات، ومثل ذلك قوله تعالى: {ووصّينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً..} وعندما أراد الله عزّ وجل بيان مدى حنان الوالدة على أولادها، ومدى شفقتها وإشفاقها على أولادها عبر الله عنها بلفظ الأم فقال: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من الموقنين} [القصص:10].
وعندما عبّر القرآن الكريم عن مدى سعادة الوالدة وفرحها بعودة ولدها الغائب من خطر عليه أطلق عليها كلمة "الأم" فقال عز وجل: {فرجعناك إلى أمك كي تقرّ عينها ولا تحزن} [طه:40]، وللدلالة على القدسية والاحترام الشديد أطلق الله على نساء النبي صلى الله عليه وسلم كلمة "الأمهات" وليس الوالدات فقال: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب:6].

الأم في السنة
جاء رجل إلى النبي { فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك)، قال ثم من؟ قال: (أمك)، قال ثم من؟ قال: (أمك)، قال ثم من؟ قال: (أبوك). رواه مسلم.
وفي هذا عظم حق الأم على الوالد حيث جعل لها ثلاثة حقوق وذلك أنها صبرت على المشقة والتعب ولاقت من الصعوبات في الحمل والوضع والفصال والرضاع والحضانة والتربية الخاصة، مالم يفعله الأب وجعل للأب حقاً واحداً مقابل نفقته وتربيته وتعليمه وما يتصل بذلك.
أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : إني أذنبت , فهل لي من توبة ؟ فقال : « هل لك من أم » ؟ قال : لا . قال : « فهل لك من خالة » ؟ قال : نعم . قال : « فبرها » . 
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله , أردت أن أغزو , وقد جئت أستشيرك , فقال :« هل لك من أم » ؟ قال : نعم . قال : « فالزمها فإن الجنة عند رجليها ».

ومن الآداب التي ينبغي على المسلم أن يفعلها مع أمه ما يأتي:
لا تدعها باسمها بل كنيتها بما تحب وتفرح به . 
لا تجلس قبلها ... 
لا تمش قبلها . 
مقابلتها بطلاقة الوجه وبشاشته . 
نصيحتها ولكن بالمعروف وإذا لم تقبل فلا تؤذهما . 
إجابة دعوتها دون تضجر أو كراهية . 
التكلم معها باللين . 
أن تطعمها إذا جاعت . 
أن تكسوها إذا عريت . 
خدمتها إذا احتاجت . 
امتثال أمرها ما لم يكن معصية . 
ألا تسبقها بالأكل أو الشرب . 
أن تدعو الله لها بالمغفرة والرحمة . 
الغض عن أخطاء و زلات الأم ومحاولة نصحها برفق . 
توقيرها واحترامها . 
عدم التكبر والترفع عليها . 
محاولة فعل الشيء الذي يجلب لها البهجة والسرور .
مصاحبتها بالمعروف وطلب الدعاء منها .
من كتاب ( وبراً بوالدتي )
تأليف منصور العجيان

أمي الحبيبهـ :
بين يديكـ كبرت
وفي دفء قلبكـ احتميت
بين ضلوعكـ اختبأت
ومن عطائكـ ارتويت
أمي الحبيبهـ :
مداد القلب لن يكفي .... لو أكتب بهـ لإرضائكـ ...
وخفق الروح لن يجزي ... عبيرأ فاح بعطائكـ ...
أمي الغاليهـ :
خلق البحر ليعانق موجة الرمال والصخور ..
تشرق الشمس .. لتلف بدفئها الصحاري والبحور ..
توجد الفراشات دائماً مع أرق الورود والزهور ..
أماه يابحري .. وشمسي .. وباقة زهوري ..
أحتاجك دومأ أحبك

القصيدة العمرية (إسلام عمر )


(إسلام عمر )

رأيت في الدين آراء موفقـة **** فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها

و كنت أول من قرت بصحبته **** عين الحنيفة و اجتازت أمانيها

قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنا من أعاديها 

خرجت تبغي أذاها في محمدها **** و للحنيـفة جبـار يواليـها 

فلم تكد تسمع الايات بالغة **** حتى انكفأت تناوي من يناويـها 

سمعت سورة طه من مرتلها **** فزلزلت نية قد كنت تنويـها 

و قلت فيها مقالا لا يطاوله **** قول المحب الذي قد بات يطريها

و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت **** عن كاهل الدين أثقالا يعانيها 

و صاح فيها بلال صيحة خشعت **** لها القلوب ولبت أمر باريها 

فأنت في زمن المختار منجدها **** و أنت في زمن الصديق منجيها 

كم استراك رسـول الله مغتبطا **** بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها

و " أنا " الحقيقي .. هو الروح

العنصر الثابث .. هو " أنا " الحقيقي .. هو الروح


يموت فيّ شخص ويولد شخص جديد ، والميتُ أنا والمولود أنا . خلايا جسدي تتجدد كلها كل بضع سنوات حتى لا يبقى منها شيء مما كان . عواطف نفسي تتبدّل فأحب اليوم ما كنت أكره بالأمس وأكره ما كنت أحب . أحكام عقلي تتغيّر ، فأصوّب ما كنت أراه خطأ وأخطّئ ما كنت أجده صواباً .

فإذا كانت خلايا الجسد تتجدد ، وعواطف النفس تتغيّر ، وحكم العقل يتبدّل ، فما هو العنصر الثابت الذي لا يتبدل ولا يتغيّر ؟ . أقول " قال لي عقلي " و " قلتُ لنفسي " ، فمن أنا – إذن – إذا كانَ عقلي غيري فأقول له وكانت نفسي غيري فتقول لي ؟

العنصر الثابث الباقي هو الذي لا ينقص إن قُطعَ عضو من اعضائي ولا يموت إن متّ ، بل يبقى حيّا يًحاسب فيكافأ أو يعاقَب . هذا العنصر هو " أنا " الحقيقي ، وهو شيء من غير عالمنا الأرضي فلا تنطبق عليه قوانين علومنا الأرضية ، هو الروح . 

هذا تفسير قولي إن من تعوّد أن يكتب كل يوم في هذا الدفتر وجدَ فيه يوماَ نفسهُ التي فقدها .
-----------
المصدر : ذكريات علي الطنطاوي ( الجزء الأول ) .

عندما يتحدث الصمت.. تترسخ القيم


عندما يتحدث الصمت.. تترسخ القيم


يعمل الدكتور "ميشيل أنتبي" أستاذًا للسلوك التنظيمي في جامعة "هارفارد"، ويتخصص في تشكيل السلوك الجمعي في المنظمات الحية.  وقد نشر كتابًا طريفًا مؤخرًا بعنوان: "تصنيع الأخلاق:  قيم الصمت في كليات إدارة الأعمال."  وبعد قراءة عرض الكتاب على "أمازون" ومقابلة صحفية مطولة نشرتها مجلة "فوربز" كتبت مقولة إدارية جديدة تقول: "أخلاق العمل هي المقياس الوحيد الدقيق لثروات الشعوب.  وبها فقط تستطيع أن تحدد مقدار ومستقبل ثروتك وثروة أمتك."


في هذا الكتاب الذي سنلخصه قريبًا، ابتكر "ميشيل أنتبي" مفهومًا جديدًا لن تجدوه في "ويكيبيديا" ولم يسمع به "جوجل" بعد، وهو مصطلح "الصمت الناطق" Vocal Silence.  كان المؤلف ينتظر الحافلة قرب الجامعة ليعود إلى بيته، عندما شاهدته زميلة تعمل موظفة إدارية في الكلية، وسألته باستهجان: "دكتور أنتبي، هل تستخدم الحافلات دائمًا في تنقلاتك اليومية من الجامعة وإليها وأنت أستاذ في "هارفارد"!؟"  فوجئ الدكتور بهذا التدخل السافر في شأن يبدو خاصًا جدًا، وقال: "لقد علمونا في هارفارد كيف ندرس وكيف نجلس وماذا نلبس، حتى أنهم حددوا لنا ألوان الأوراق التي نستخدمها وكيف نعلقها على الحائط، لكنهم لم ينهونا أبدًا عن ركوب الحافلات."  فأجابته الإدارية الخبيرة: "الوقت.. إنه الوقت يا دكتور! مع كل المتطلبات اليومية والتوقعات العالية التي تفترضها جامعتنا، فإن وقتك أثمن من أن تقضيه في انتظار الحافلات."  وهنا أدرك أستاذ السلوك التنظيمي أن الوقت قيمة ضمنية مسلم بها في جامعته التي يقال بأنها تضم أفضل كلية إدارة أعمال في العالم. 

في يوم ثلجي عاصف من شتاء عام 1986 خرجت من محاضرة أستاذي الدكتور "ستانتون" في جامعة "ويسكنسن،" فإذا به يسير مسرعًا خارجًا من الجامعة ومتجهًا إلى بيته.  توقفت بسيارتي الهوندا "سيفيك" التي أكلها الصدأ وسألته: "لماذا تعود إلى البيت ماشيًا يا دكتور؟"  فهز رأسه الضخمة مبتسمًا وقال: "لم أستطع ركوب دراجتي الهوائية بسبب العاصفة الثلجية."  لم يكن الدكتور يملك سيارة، وقد رفض أن أتكرم عليه بتوصيله إلى بيته وقال: "أنت ستوصلني اليوم!  فمن سيوصلني غدا؟"  فلم يكن مفروضًا على أستاذ جامعة حكومية أمريكية أن يقتني سيارة ما دام مستعدًا للسير على الأقدام في أجواء شبه قطبية.

في ذات الجامعة، وفي صيف ذلك العام، كنا نؤدي امتحان إدارة النظم في الطابق الحادي عشر من الكلية.  وما إن تسلمنا أوراق الامتحان وقرأنا الأسئلة، حتى انطلق صوت جرس إنذار الحريق عاليًا.  هبطنا – وكنا 12 طالبًا – من سلم الطوارئ إلى الطابق الأرضي ومكثنا حوالي عشرين دقيقة.  ثم عدنا بالمصاعد وأكملنا امتحاننا، دون أن يتطرق أحد للأسئلة والامتحان، أو تسألنا الدكتورة أين ذهبنا وماذا فعلنا.  كل ما طلبته منا هو أن نجيب عن أي سؤالين نختار من الأسئلة الثلاثة لأن ما تبقى من الوقت لا يكفي.  لقد كان بيننا وبين الجامعة عقد سري مقدس وغير مكتوب، بأننا طلاب دراسات عليا ملتزمون، ومن العيب أن تراقبنا الجامعة حتى لا نغشها، فنخدع أنفسنا.


عندما تلتحق بالجامعة فأنت ذاهب لتتعلم بجد، وعندما تنضم إلى فريقك الوطني فأنت ستلعب بجد، وعندما تذهب إلى المكتب فأنت ستعمل بجد، وعندما ترتدي لباس الجندية فأنت ستدافع عن وطنك بجد، وعندما تترشح للانتخابات فأنت ستنوب عن ناخبيك بجد، وعندما تضع أمام اسمك حرف (دال) فأنت دكتور وعالم بجد، وعندما تصبح رئيس دولة أو وزير دولة أو سفير دولة فأنت ستقود بجد.  فما هو ضمني واعتباري، أعلى وأقوى مما هو رسمي وإجباري.  صحيح أن ما نكتبه في سطور رسائلنا وتقاريرنا وأدلة إجراءاتنا مهم، لكن ما لا نقوله وما نتركه ليوحي وينطق بين السطور، أهم.

يمكنني مثلاً أن أجبرك على الصلاة دون أن تخشع، وأن أحشرك في زنزانة السجن دون أن تركع، وأن أكرهك على الإنصات دون أن تسمع.  ففي المجتمعات والمنظمات الناضجة والحكيمة والمسؤولة، فإن القيم تغرس ولا تفرض؛ إذ يتم شرح المطلوب وإعلان المرغوب بالإيحاء والإيماء، لا بالقهر والإملاء.  فحين يكون الإنسان مسؤولاً والمنظمات والمجتمعات حية، فإن الفعل يصنع القول، والإنجازات تصنع السياسات.

ربما أنكم تسمعون الآن ما لا يقوله وائل غنيم وحمدي قنديل وعمرو حمزاوي.  ولا تسمعون ما تقوله مانشيتات الأهرام والأخبار والناطق الرسمي.  فعلى ذمة أستاذ السلوك الجمعي والتنظيمي الدكتور "أنتبي":  لكي تترسخ قيم الأداء والعطاء في أية منظمة، وفي أي مجتمع حر، وكي لا تفرض بقانون طارىء أو بمسدس كاتم للصوت، يجب أن يتوقف الكلام ويخرس الإعلام، لينطق الصمت.
                                   أ/ نسيم الصمادي

الاثنين، 5 أكتوبر 2015

قائمة المراجع:

Ø     الكتب العربية:
1-               محمد سيد عابد, التجارة الدولية, مكتبة الإشعاع للطباعة و النشر و التوزيع, 2001.
2-               يونس أحمد البطريقة, السياسات الدولية في المالية العامة, الدار الجامعية للنشر و التوزيع, بدون سنة.
3-               غازي عبد الرزاق النقاش, التمويل الدولي و العمليات المصرفية الدولية, دار وائل للنشر, 1996.
4-               مروان عطوان, الأسواق النقدية و المالية, (البورصات و مشكلاتها في عالم النقد و المال), مركز الإسكندرية للكتاب, 1993.
5-               سميرة إبراهيم أيوب، صندوق النقد الدولي, و قضية الإصلاح الإقتصادي و المالي, مركز الإسكندرية للكتاب, 2000.
v Sid Ali Boukrami, Les mécanismes monétaires et financiers ; 1986 ; Ccpyright Enap Emal ; N° 45A86.
Ø     المجلات:

v    مجلة التمويل و التنمية, جوان 1998.

الخاتمة:


        شهد التعامل النقدي الدولي خلال الفترة ما بين الحربين العالميتين (1939-1917) كثيرا من العراقيل و الصعوبات نتيجة لقيام التكتلات النقدية, و الهيئات الدولية, كالصندوق النقدي الدولي سنة1944, هذا النظام النقدي الدولي الجديد الذي أتى بموجب اتفاقيات "بريتون وودز" بهدف إضفاء بعض الإستقرار على أسعار الصرف في العملات و على العلاقات النقدية الدولية بشكل عام, و زيادة التعاون الدولي, و أيضا البنك الدولي BIRD, و ظهور كذلك التكتلات مثل المنظمة العالمية للتجارة OMC, والأسواق المالية (البورصة...) و سوق السندات.
إن الدول الأعضاء في هذه الهيئات استفادت من أموالها في رفع المستوى المعيشي الإقتصادي و الإجتماعي, و أصبح ضرورة حتمية على الدول النامية التعامل مع هذه الهيئات خاصة مع ظهور العولمة و التفتح على العالم, حيث قدمت هذه الهيئات المالية و الدولية سياسات و برامج حتمية على الدول النامية منها ما هو إيجابي, و منها ما هو سلبي, حيث تبقى الهيمنة و السيطرة و التبعية لهذه الهيئات المالية الدولية.


سياسات الإستقرار الإقتصادي و سياسات التصحيح أو التكيف الهيكلي

ب- سياسات الإستقرار الإقتصادي و سياسات التصحيح أو التكيف الهيكلي:
ب-1- سياسات الإستقرار الإقتصادي:
        تهتم بعلاج المشاكل الإقتصادية قصيرة الأجل, مثل مشكلة التضخم و رصيد الإحتياطات النقدية, و كذلك هروب رأس المال الوطني إلى الخارج.
ب-2- سياسات التصحيح أو التعديل الهيكلي:
        تنصرف إلى مواجهة الإختلالات التي تعترض مواصلة النمو في الأجل الطويل, مثل: الإنحراف في حوافز الإنتاج (أسعار الصرف المبالغ في تقويمها), الرقابة و القيود السعرية, الرسوم الجمركية الباهضة, ... و في مفهومها الواسع تستهدف عملية التعديل الهيكلي إلى تحقيق توازن مستمر في ميزان المدفوعات, تحفيز الصادرات, تحقيق نمو حقيقي في الناتج المحلي بالإعتماد على تكيف الهياكل الإقتصادية خاصة هيكل الإنتاج. [1]
-2  حتمية الإصلاح الإقتصادي في الدول النامية:
        إن الحاجة لتبني سياسة المواءمة الإقتصادية في الدول النامية راجع إلى عدة مشاكل اقتصادية تعاني منها الدول, من بينها:
·        الخصائص الإقتصادية و الإجتماعية المشتركة في الدول النامية, فخناك حد أدنى من الخصائص الإقتصادية و الإجتماعية التي تتسم بها اقتصاديات الدول النامية, و التي تساهم بصورة مباشرة في خلق الإختلالات الإقتصادية و تزايدها في هذه الدول, و ذلك بالرغم من وجود قدر كبير من عدم التجانس بين مجموعات الدول النامية من حيث هياكلها الإقتصادية و درجة تعقدها و تشابكها, و مدى ارتباط اقتصاديات تلك الدول بالعالم الخارجي, و أيضا وجود خصائص أخرى:
·        تدهور مستوى الطاقة الإنتاجية.
·        اختلال علاقات النمو بين القطاعات الإقتصادية الرئيسية.
·        التخصص في إنتاج و تصدير المنتجات الأولية.
·        تدهور مستوى المعيشة الحقيق للسكان. [2]
-3 السياسات المقترحة في برامج صندوق النقد الدولي:
        يمكن حصر أهم أهداف سياسات البرامج المواءمة الإقتصادية في الدول النامية فيما يلي:
أ‌-                 خفض معدلات عجز الموازنة العامة للدولة.
ب‌-           تحجيم العجز في ميزان المدفوعات, و حصره في أضيق الحدود الممكنة.
ت‌-           تخفيض معدلات التضخم بما يضمن الحفاظ على مستوى معيشة مناسب للسكان.
ث‌-           السعي إلى حفز الطاقة الإنتاجية, و تحسين تخصيص الموارد الإقتصادية باستخدام سياسات تعديل هيكلي ملائم, يسهم في رفع قيمة معامل مرونة الجهاز الإنتاجي.
ج‌-            ترشيد برامج الإستثمار العام و رفع إنتاجيتها, من خلال تقليص الإستثمارات العامة في قطاعات الإنتاج المباشر, و تحويلها إلى قطاعات البنية الأساسية المادية و الخدمية.
ح‌-            تطوير الفن التقني المستخدم بما يتلاءم و طبيعة الخصائص و المشاكل الإقتصادية. [3]

-4 الأدوات المستخدمة لعلاج الإختلالات:
-1-4 السياسات الموجهة للتأثير على صافي مدخرات القطاع الخاص:
 تسعى هذه السياسات إلى تدعيم قدرة المستثمر في قطاع الأعمال المحلي و الأجنبي, على تكوين المدخرات و حفز ميله للإستثمار بما يؤدي إلى تحسين معدلات الأداء الإقتصادي الكلي, من خلال زيادة العرض الإجمالي لعوامل الإنتاج و زيادة الإنتاج المحلي. و يمكن حصر أهم السياسات المالية و النقدية المقترحة في هذا الصدد في:
1-                 تخفيض الضرائب على الدخول و عوائد رؤوس الأموال المستثمرة في قطاع الأعمال الخاص.
2-                 تقديم تيسيرات جمركية ملموسة على الواردات الإستثمارية و الوسيطية للمشروعات الجديدة بغرض تخفيض تكلفة الإنتاج و تعظيم معدلات العائد على الإستثمار فيه.
3-                 إلغاء الرقابة و التدخل الحكومي في مجال تسعير منتجات القطاع الخاص, و ترك آليات السوق تحدد هذه الأسعار, علاوة على رفع معدلات الفائدة على المدخرات المحلية, و إعفاء تلك الفوائد من الضرائب و كذلك تنمية و تدعيم دور القطاع الخاص في تنفيذ برامج التنمية الإقتصادية بالتوسع في عمليات الخوصصة. [4]
-2-4 السياسات الموجهة للتأثير على العجز المالي للحكومة:
و هي تستهدف خفض الإتفاق العام و زيادة الإيرادات العامة و حيث تتلخص الإجراءات فيما يلي:
1-                 إجراء تخفيضات ملموسة في بند النفقات التحويلية ذات الطابع الإجتماعي, و بصفة خاصة بند الدعم المتعلق بأسعار السلع الضرورية.
2-                 تجنب الدعم الإقتصادي الممنوح للوحدات الإقتصادية التي تحقق خسائر ضخمة في نطاق القطاع العام, و يتم ذلك بتصفية تلك الوحدات من خلال عملية الخوصصة.
3-                 ابتعاد الدولة عن الاقتحام في المجالات الإستثمارية التي تنافس القطاع الخاص المحلي و الأجنبي أو المشترك, و حصر دور الإستثمار في تدعيم مشروعات البنية الأساسية, أما الإجراءات المقترحة في مجال زيادة الإيرادات العامة و الإيرادات الضريبية بصفة خاصة يمكن إيجازها فيما يلي:
أ‌-       زيادة أسعار موارد الطاقة خاصة المستخدم منها في أغراض الإستهلاك العائلي, زيادة رسوم الخدمات العامة التي تقدمها الحكومة, مثل خدمات النقل و الإتصال... إلخ.
ب‌-   رفع معدلات بعض الضرائب غير المباشرة, خاصة فيما يتعلق منها بالضرائب على السلع الكمالية, و منتجات الصناعات التحويلية و الخدمات المحلية.
ت‌-   تبني برنامج زمني محدود لخوصصة مشروعات القطاع العام غير الرابحة بهدف التخلص من الأعباء المادية الناجمة عنها, و تحقيق إيرادات ضخمة تسهم في تمويل برامج التنمية.



[1] سميرة إبراهيم أيوب, مرجع سبق ذكره, ص 14.
[2] سميرة إبراهيم أيوب, مرجع سبق ذكره, ص 28-29.
[3] سميرة إبراهيم أيوب, ص 64.
[4]  سميرة إبراهيم أيوب, مرجع سبق ذكره, ص 68.

III الإصلاح الإقتصادي و المالي:


-1 مفهوم المواءمة:
        يتم استخدام مصطلحات متعددة للتعبير عن الجوانب المختلفة لعملية المواءمة الإقتصادية, ففي حين استخدام بعض الإقتصاديين مصطلح سياسات التكيف, و يذهب بعضهم الآخر إلى استخدام مصطلحات أخرى, مثل سياسات التكيف الهيكلي, أو سياسات التكيف طويل الأجل, و تنطوي المصطلحات السابقة منع إجراء التعديلات الإقتصادية اللازمة في بناء هيكل الإقتصاد القومي, على نحو يعظم من قدرته على مواجهة الصدمات الخارجية و الداخلية بمختلف أنواعها و أشكالها, و ذلك بانتهاج الدولة المعنية لمجموعة متكاملة من أدوات السياسة الإقتصادية التي تستخدم لتحقيق أهداف المجتمع الإقتصادية و الإجتماعية, و يعبر عن تلك الأهداف في صورة قيم مستهدفة لمعدلات الأداء الإقتصادي, سوءا على المستوى الداخلي (معدلات عجز الموازنة العامة, معدلات التضخم, معدلات نمو العرض النقدي, و كذلك معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي), أو على المستوى الخارجي (معدلات عجز ميزان المدفوعات, و مستوى المديونية الخارجية, و كذلك مستوى الإحتياطات النقدية الدولية).
و لكي نحدد مفهوما دقيقا لعملة المواءمة الإقتصادية يتطلب التفرقة بين سياسات جانب الطلب, و سياسات جانب العرض من ناحية, و كذلك التفرقة بين سياسات الإستقرار الإقتصادي و سياسات التصحيح الهيكلي, من ناحية أخرى, و هو ما سوف نتناوله فيما يلي: [1]
أ- سياسات جانب الطلب و سياسات جانب العرض:
        تنطوي سياسات جانب الطلب الكلي, على كافة الإجراءات و التدابير التي تتبناها الدولة المعنية, بغرض التأثير في مستوى الطلب الإسمي و معدل نموه, و مستوى الاستيعاب المحلي, و تحتوي تلك السياسات على كافة الإجراءات و التدابير النقدية و المالية.
و تستهدف السياسات الخاصة بجانب العرض الكلي, زيادة حجم الناتج المحلي من السلع و الخدمات, بما يتوافق مع المستوى المحدد للطلب المحلي الإجمالي, و تنقسم إلى مجموعتين:
- الأولى: و تضم الإجراءات الموجهة لزيادة تيار الناتج المحلي من خلال رفع كفاءة تخصيص الموارد الإقتصادية و يتطلب ذلك التخلص من مظاهر الإنحراف في هيكل الأسعار الخاصة بالمنتجات المختلفة و أسعار الصرف, إلى جانب تعديل الهيكل الضريبي و أيضا تخفيف القيود التجارية.
- الثانية: تتمثل في تلك السياسات التي تستهدف تحفيز الطاقة الإنتاجية, بغرض رفع معدلات نمو الناتج المحلي في الأجل الطويل, و هي بذلك تضم كافة الإجراءات التي تساهم في زيادة معدلات الإدخار, و كذلك تعظيم عملية الإستثمار في رأس المال البشري من خلال توسيع و تطوير نطاق برامج التعليم و التدريب...إلخ. [2]



[1] سميرة إبراهيم أيوب, صندوق النقد الدولي و قضية الإصلاح الإقتصادي و المالي, دراسة تحليلية و تقييمية, مركز الإسكندرية للكتاب, 2000, ص 12.
[2] سميرة إبراهيم أيوب, مرجع سبق ذكره, ص 13.