سواكَ الذي وُدّي لدَيهِ مضيَّعٌ | وَغَيرُكَ مَن سَعْيِي إليهِ مُخَيَّبُ |
وواللهِ ما آتيكَ إلاّ محبة ً | وَإنّيَ في أهلِ الفضيلَة ِ أرْغبُ |
أبثّ لكَ الشكرَ الذي طابَ نشرهُ | وأطري بما أثني عليكَ وأطربُ |
فَما ليَ ألقى دونَ بابِكَ جَفْوَة ً | لغَيرِكَ تُعزَى لا إلَيكَ وَتُنسَبُ |
أُردّ بردّ البابِ إنْ جِئتُ زَائِراً | فيا ليتَ شعري أينَ أهلٌ وَمرْحبُ |
ولستُ بأوْقاتِ الزّيارَة ِ جاهِلاً | وَلا أنَا مِمّنْ قُرْبُهُ يُتَجَنّبُ |
وقد ذكروا في خادمِ القومِ أنهُ | بما كانَ من أخلاقهم يتهذبُ |
فهَلاّ سرَتْ منكَ اللّطافة ُ فيهِمُ | وأعتدتهمْ آدابها فتأدبوا |
وتصعبُ عندي حالة ٌ ما ألفتها | على أنّ بعدي عن جنابكَ أصعبُ |
وَأُمسكُ نَفسي عن لِقائِكَ كارِهاً | أُغالبُ فيكَ الشوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ |
وَأغضَبُ للفَضْلِ الذي أنتَ رَبُّهُ | لأجلِكَ لا أني لنَفسِيَ أغضَبُ |
وَآنَفُ إمّا عِزّة ً منكَ نِلتُها | وَإمّا لإذْلالٍ بِهِ أتَعَتّبُ |
وإذ كنتُ لم أعتدْ لهاتيكَ ذلة ً | فحسبي بها من خجلة ٍ حينَ أذهبُ |