بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين .
أيها الإخوة الكرام ؛ الآية الرابعة والعشرون من سورة
الذاريات و هي قوله تعالى :
﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ
الْمُكْرَمِينَ ﴾
هل تصدقون أن آداب الضيافة كلها وردت في
آية واحدة ، في سطر واحد .
﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ
الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ
مُنْكَرُونَ ﴾
يعني لا أعرفكم .
﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ ﴾
راغ إلى أهله ، قال علماء التفسير ، إنسله
خفية ، يعني راغ إلى أهله ليعد لهم طعاماً دون أن يسألهم ، الضيف لا يسأل ، نعملك
عشى ، بقلك لا والله شكراً ، بتحب تتغذى لا والله ، قهوة لا شكراً محمي عنها ، كل
ما سأله بيرفض ، يعني علمنا ربنا في هذه الآية أن الضيف لا يسأل إن أردته أن تكرمه
لا تسأله .
﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ
سَمِينٍ ﴾
الفاء تفيد الترتيب على التعقيب ثم بعد
ساعة ، ذهب إلى أهله وعاد بالطعام ، معنى ذلك أنه مستعد مما يزعج الضيف، أن تأخر
إطعام الطعام ، أن تأخر الطعام ، أجمل شيء بالضيافة أن يأتي الطعام سريعاً ، حتى
في المطاعم، هناك مطاعم تستقطب زبائن كثيراً ، بسبب سرعة إنجاز الطعام ، أما
الانتظار ساعات ، بعطيك المقبلات تأكلها كلها ، الأكل ما أجي .
فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ،
﴿ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ
﴾
هي آية ثانية . هنا ..
﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ
سَمِينٍ ﴾
المؤمن كالنحلة ، لا يأكل إلا طيباً ولا
يطعم إلا طيباً ، لا يأكل إلا طيباً ولا يطعم إلا طيباً
﴿ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ
﴾
إذاً :
أولاً : ينبغي ألا تسأل الضيف .
ثانياً : ينبغي أن تعد الطعام سريعاً .
أحياناً تضع طبق من الطعام الطيب في طرف
المائدة ، والضيف في الطرف الآخر ، يستحي أن يقول لك أعطني من هذا الطبق ، يسكت
يجب أن تقرب له أطباق الطعام ، يجب أن تقرب أنت له أطباق الطعام .
أحياناً تضع الفاكهة للضيف وأنت مسترسل في
حديث ، تبقى الفاكهة ساعة وساعتين وثلاث ، دون أن تقول له تفضل ، ما راح يأكل
لحاله هو ، إلا لم تقل له تفضل لا يأكل .
الآية الكريمة :
﴿ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ
إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾
أولاً : الضيف لا يسأل .
ثانياً : ينبغي أن يعد الطعام سريعاً .
ثلاثاً : ينبغي أن تقرب له أطباق الطعام .
رابعاً : ينبغي أن تدعوه للطعام .
خامساً : ينبغي أن يكون الطعام طيباً .
لأن المؤمن كالنحلة ، خمسة آداب للضيافة .
﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ
الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ
مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ
إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾
ما أكلوا
﴿ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا
تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ
فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ
إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾
الله جل جلاله لا يعجز شيئاً في السماء ولا
في الأرض .
القضاء والقدر :
الآن هذه الآية ، قل ما ينتبه إليها أحد ، هذه الآية تلقي
الطمأنينة في قلب المؤمن .
﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا
الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ﴾
قوم لوط
﴿ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ
طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴾
على كل حجر أسم الذي سيقتله ، إذاً شيء أسم
قذيفة طائشة ما في عنا ، بعقيدتنا ، لو ما ذهب ما مات .
لكل شيء حقيقة وما بلغ عبداً حقيقة الإيمان
حتى يعلم ، أنما ما أصابه لم يكن ليخطئه وأنما ما أخطئه لم يكن ليصيبه ، وليس في
قاموس المسلم كلمة لو أبداً لا تقل لو أن فعلت كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما
شاء فعل ، فإن كلمة لو تفتح عمل الشيطان .
إلا أن العلماء أستسنوا من لو ، لو
الإجابية ، واحد استثمر ماله بالربا فصودر المال ، أو محق المال ، أو تلف المال ،
لو قال لو لم أستثمره في الربا لما تلف ، صح هذا الكلام صح .
إنسان سهر سهرات مختلطة ، فا شعر أن زوجته
ليست على ما يرام مالت لغيره ، وأصبح في هواتف وعلاقات ، لو قال لو أنني ما سمحت
بالاختلاط لما كان من شئن زوجتي هذا ، كلامك صح.
لا تقل لو إني فعلت كذا ، و كذا ، في القضاء والقدر ، أما في محاسبة النفس قل لو لم يكن كسبي حرام لما تلف مالي ، لو لم أطلق بصري لما شقيت في بيتي ، لولا لم أفعل كذا لما شعرت بهذه المصيبة .
لا تقل لو إني فعلت كذا ، و كذا ، في القضاء والقدر ، أما في محاسبة النفس قل لو لم يكن كسبي حرام لما تلف مالي ، لو لم أطلق بصري لما شقيت في بيتي ، لولا لم أفعل كذا لما شعرت بهذه المصيبة .
﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا
الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ *
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ
لِلْمُسْرِفِينَ ﴾
لم تأتي البشارة بعد .
﴿ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجب المسلم :
في بقى كلام أسمه البلاء بعم والرحمة خاصة ، لا البلاء خاص
والرحمة خاصة ، عند الله فوضى ما في خطأ ما في ، الله كماله مطلق ، ماذا نفعل
بقوله تعالى :
﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾
هذه الآية معناها ، أنك إذا رأيت منكراً
ولم تنهِ عنه وصل إليك ، سكوتك عن هذا المنكر معصيةٌ كبيره .
ورد بالأثر :
يا ملائكتي أهلكوا هذه القرية ، قالوا يا
رب أن فيها عابداً ، قال به فبدؤوا قالوا ، ولما قال لأن وجهه كان لا يتمعر إذا
رأى منكراً ، إذا رأى منكراً لا يتمعر وجهه .
معنى ذلك أن البلاء خاص ، والرحمة خاصة ،
أما إذا عما البلاء المؤمن ، فبذنبٍ اقترفه وهو تقصيره في الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر .
كمثل واضح لو أن حريقاً نشب في آخر الشارع
، إذا قلت أنا مالي علاقة ولم تساعد في إطفاء الحريق وصل إليك ، هذا المعنى ، إن
لم تساهم في إطفاء الحريق وصل إليك .
﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ
أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ *
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ
لِلْمُسْرِفِينَ * فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا
وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً
لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾
يجب أن تعتقد أنك إذا كنت في طاعة الله فلك
معاملةٌ خاصة ، وعدل الله أعظم من أن يأخذ الطائع بالعاصي ، هذا كلام العوام راح
الطائع بين رجلين العاصي ، كل واحد له حساب خاص ، البلاء خاص والرحمة خاصة ، أما
إذا الإنسان لم يأمر بالمعروف ، ولم ينهى عن المنكر وقع في معصية.
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ
لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾
ما قال صالحون ، لو أنهم صالحون لأهلكهم ،
صالحون في أنفسهم ، أما الآية مصلحون ، إذا كانوا مصلحين لن يهلكهم الله عز وجل ،
يعني في عنا فريضة سادسة ، هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال تعالى :
﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ
يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ ﴾
يعني آلاف القصص ، قال لي واحد : أنا سبب
هدايتي سائق تكسي حامل خمر قام وطردني من السيارة ، سبب هدايته ، فإذا واحد شاف
أهله ، أقربائه بنات أخوه ، بنات أخته ، متفلتات ، كاسيات عاريات وقال أنا مالي
علاقة يسطفلوا تنطبق عليه هذه الآية .
﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا
تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾
هذا التفلت سينتقل إلى بيتك ، هذه المعصية سوف تنتهي إلى بيتك
هذه الفتنة سوف تستعر في بيتك.
فنحن الفريضة السادسة ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فنحن الفريضة السادسة ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة
والسلام على سيدنا محمد الصادق
الوعد الأمين ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تهنا ،
وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وأرض عنا ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي
وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم ..
والحمد لله رب العالمين
التفسير المختصر - سورة الذاريات (51) -
الدرس (3-7) : تفسير الآية 25 ، آداب الضيافة
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ:
1997-05-04