تهدف عملية تخطيط الموارد البشرية الاستراتيجي إلى تحقيق نوع من التوازن بين حاجة الاستراتيجية العامة المنظمة في المستقبل من الموارد البشرية وبين ما هو متاح بالفعل داخل المنظمة من الموارد البشرية، وذلك من خلال مقارنة حجم العمل المستقبلي المطلوب في استراتيجية المنظمة، وبين حجم قوة العمل المتمثلة في الموارد البشرية المتاحة مستقبلًا، فإذا كانت نتيجة المقارنة أن العمالة الحالية تكفي لمواجهة حجم العمل المستقبلي إذا لا يوجد فائض ولا نقص في العمالة، وإذا كانت لا تكفي فهذا يعني وجود نقص يجب جبره، والعكس إذا كانت العمال المتاحة تزيد عن حجم العمل المستقبلي فهذا يعني وجود فائض مستقبلي في العمالة يجب التخلص منه حتى لا تكون أعباء غير حقيقية تؤثر على العائد من الاستثمار، أو تسبب خسائر يمكن للمنظمة تفاديها.
وبعد هذا الطرح يمكننا أن نقول عملية تخطيط الموارد البشرية الاستراتيجي تقوم على ثلاث دعائم أساسية:
1- التنبؤ باحتياجات العمل المستقبلي من الموارد البشرية، ويتم هذا التنبؤ بناء على تحديد حجم العمل الذي سبق تحديده في الاستراتيجية العامة للمنظمة.
2- التنبؤ بمدى استطاعة وقدرة منظمة الأعمال على تلبية احتياجات أو مطالب العمل المستقبلي من مواردها البشرية المتوافرة والمتاحة لديها، وهذا التنبؤ يتم من خلال تحليل قوة العمل الفعلية الحالية داخل المنظمة، وهذا التحليل يحتوي على تحديد عدد الموارد البشرية المتوافرة في كل إدارة ووحدة وقسم ونوعيتها، ومدى كفاءتها، وتخصصها، وقدرتها على القيام وتنفيذ حجم العمل المحدد والمرغوب.
3- مقارنة ما هو متاح من موارد بشرية مع ما يحتاجه العمل المستقبلي، وذلك يفيد في معرفة الفائض أو النقص في الموارد البشرية.