بسم الله الرحمن الرحيم (يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } العلم درجات: أولها الصمت، والثانية الاستماع، والثالثة الحفظ، والرابعة العمل، والخامسة النشر ***مروان طاهات*** يرحب بكم ويكيبيديا الموسوعة المروانية MANT

الخميس، 5 أكتوبر 2017

زراعة العجور

 زراعة العجور في الريف الساحلي، من الزراعات التراثية التي استثمرت الكثير من المساحات الحقلية في خمسينيات القرن الماضي، وما تزال مستمرة في أغلب الحدائق المنزلية كطقس مهم ومميز.
السيد "علي دلا" معمر من قرية "الزريرية" التابعة لمدينة "بانياس" تحدث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 10/7/2013 عن زراعة العجور فقال: «من وجهة نظر عامة يُقبل من يتقدم بهم العمر على زراعة حدائق المنازل كحاجة إلى الاكتفاء الذاتي من مختلف الخضار الصيفية وأهمها زراعة العجور بأنواعه: الطويل كما الخيار والكروي كما البطيخ، وزراعته حاجة بالنسبة لي لاعتيادي على 
تناوله بشكل مستمر في موسمه الصيفي، فمذاقه الشهي نتيجة خلوه من مختلف المبيدات الكيماوية واعتماده على السواد العربي فقط كمغذٍّ جيد لنموه يجعله طبيعياً مئة بالمئة، إضافة إلى أني أزرعه منذ عدة سنوات.

لقد كانت حقولنا الزراعية عامرة بزراعة العجور كموسم أساسي من مواسم الزراعة التي يحسب لها حساب في التسويق، فالريف الجبلي بيئة مناسبة لزراعة العجور، إلا أن وفرة المياه أو قلتها كانت تلعب دوراً هاماً في مساحة الحقول المزروعة به، لذلك اعتمد البعض على مواسم وفترات هطول الأمطار لزراعة مواسم مبكرة فقط دون الموسم الصيفي حيث يعتمد على مياه التجميع لريها.

وهذا ناهيك عن متعة زراعتها التي لا تتعداها متعة، فزراعة العجور لا تحتاج إلى الكثير من العناية والجهد العضلي، ولكنها تحتاج إلى المتابعة في ريها فقط».

وعن طريقة زراعته يضيف: «يزرع العجور بطريقة البذر، وهذه البذور نجمعها ونستخلصها من ثمار العجور التي نزرعها في كل عام، حيث يتم ترك ثمرتين أو ثلاث لتبلغ جيداً وتنضج، فنقوم بجمع بذورها وتشميسها جيداً، ومن ثم حفظها في مكان آمن بعيداً عن الحشرات والنمل.

وتزرع البذور في التربة على أعماق بسيطة لا 
العجور البلدي
تتجاوز السنتيمترات، وتروى مباشرة بالمياه ويرش حول كل بذرة "هالك" وهو مبيد حشري للحشرات الزاحفة كالنمل، لأنه بإمكان النمل استخراج البذور من التربة وتخريبها.

وبعد عدة أيام تبدأ البذور بالنمو والظهور فوق سطح التربة، وهنا يجب متابعة ريها بشكل مستمر لتمتد عروق النبات الأم وتتشعب كثيراً فوق سطح التربة، ما يؤهلها للاثمار بعد شهر تقريباً، فتبدأ العروق بالإزهار، وهنا يجب تخفيف كمية المياه إلى رية كل ثلاثة أيام بعد أن كانت كل يومين تقريباً.

تنمو ثمار العجور بشكل جيد في هذه الحواكير الصغيرة لكثافة التربة فيها وغناها بالمعادن والمواد المغذية الأخرى، وهنا يجب ألا تترك الثمار كثيراً حتى تقطف كي لا تنضج بذورها وتنمو كثيراً، بل تبقى طرية صغيرة يتلذذ المرء حين تناولها».

السيد "عبد الكريم صقر" من أبناء قرية "الزريرية" ومهتم بالزراعة، قال: «زراعة العجور زراعة قديمة جداً في قريتنا والريف الساحلي بشكل عام، واعتقد أنها كانت حاجة في السابق لتأمين متطلبات المنزل كما بقية الخضار البلدية المزروعة منزلياً، إضافة إلى تسويق قسم منها إلى الأسواق العامة، وأذكر أن مساحات جيدة من الحقول الزراعية كانت تخصص لزراعة العجور، إلا أنها 
السيد "عبد الكريم"
أصبحت الآن ترفاً للمعمرين الذين يتباهون بزراعتها ونجاح زراعتها فيما بينهم، علماً أن العجور يزرع حالياً في حواكير المنازل الصغيرة».

ويضيف: «بعض الحقول الزراعية لا ينمو فيها العجور كما التربة البيضاء، فهو بشكل عام يحب التربة الحمراء والسوداء الغنيتين بالمعادن والمواد المغذية الأخرى».

الأستاذ "أيمن بلال" خريج معهد زراعي من ريف مدينة "بانياس" قال: «تعتبر زراعة العجور جزءاً من تراث الساحل السوري، فكثير من الأجداد يتحدثون بأنهم كانوا يزرعون العجور بمساحات واسعة جداً ليتم تسويقه إلى مراكز التجارة كسوق الهال، لذلك زراعته مستمرة حتى يومنا هذا حتى ولو في أبسط مساحاتها بجانب كل منزل تقريباً من خلال عدة نباتات منه».

يشير: «البيئة الساحلية بمناخها المعتدل وجوها الرطب مناسبة جداً لزراعة العجور، وخير دليل على هذا المساحات الكبيرة التي كان يزرعها مزارعونا، إضافة إلى أنه يحتاج إلى المياه بشكل جيد لنموه، فنسبة المياه في النبتة والثمرة كبيرة ما يمنحها طعماً طرياً لذيذاً، وهذه حقيقة علمية.

أما فيما يخص التربة فتربة الساحل السوري المتنوعة ما بين الحمراء والسوداء الداكنة جيدة جداً لنمو العجور بشكل جيد، ولغناها أيضاً بالمواد المغذية الهامة كما المعادن والفيتامينات، ومن الملاحظ أنه أينما تزرع نباتات البندورة يمكن زراعة العجور بنجاح».