بسم الله الرحمن الرحيم (يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } العلم درجات: أولها الصمت، والثانية الاستماع، والثالثة الحفظ، والرابعة العمل، والخامسة النشر ***مروان طاهات*** يرحب بكم ويكيبيديا الموسوعة المروانية MANT

الاثنين، 16 مايو 2016

hلوقاية من اصابات عضلات الفخذ الخلفية





ا
د. عثمان القصبي 
مقدمة:

تشيع إصابات عضلات الفخذ الخلفية hamstring injuries بشكل كبير في وسط الرياضيين. أثبت الباحثين أنها تشكل نسبة تصل إلى 12% تقريباً من إصابات كرة القدم. وفي بعض الرياضات مثل كرة القدم الأسترالية تستأثر هذه الإصابة بنسبة عالية مقارنة بالإصابات الأخرى.

ويعني ذلك أنه يتعين على الفرق الرياضية وأخصائيي العلاج الطبيعي الرياضي أن يستثمروا الكثير من الوقت والجهد والطاقات في الوقاية من هذه الإصابة من مبدأ المثل القائل "درهم وقاية خير من قنطار علاج".



والسؤال هنا، كيف نمنع حدوث إصابات عضلات الفخذ الخلفية؟

تعديل الى عضلات الفخذ الخلفية

التدخل الوقائي من إصابات عضلات الفخذ الخلفية:

قام باحثون بعمل دراسة منهجية للتعرف على ماهية الإجراءات الوقائية التي من الممكن الأخذ بها لتقليل فرص حصول الإصابة في وسط الرياضيين النشطين. فقاموا بمراجعة سبعة دراسات بحثت في فعالية التدخلات الوقائية التالية:

·        تقوية العضلات بطريقة الانقباض العضلي مع التمدد:

أثبتت الدراسات أن عضلات الفخذ الخلفية تكون أكثر عرضة للإصابة خلال مرحلة أرجحة الساق عند القيام بعملية الجري وذلك عند تغير وظيفة عضلات الفخذ الخلفية من لا تمركزية إلى تمركزية. لذلك فمن المنطقي أن تحسين الوظيفة اللا تمركزية للعضلات يخفف من خطورة الجهد الذي تقوم به العضلة. ولكن الدراسة وجدت نتائجاً متناقضة عند استخدام اجراء استطالة العضلة عند الانقباض اللامركزي ولم تجد دليلاً قاطعاً بفائدتها.

وفي هذه المرحلة أعتقد أنه من المهم بمكان أن نناقش محدودية الجودة المنهجية للدراسات التي شملتها هذه الدراسة. فالنتائج تعتريها المحدودية من ناحية ومعدلات عالية من عدم التشابه وتفاوت الاستجابات للتجارب high control rates. فلذلك نرجو توخي الحذر عند التعاطي مع هذه النتائج.

·        تقنيات العلاج الطبيعي اليدوي:
شملت الدراسات المنهجية دراسة غير منشورة وأخرى غير مدعمة قامت بتحليل تقنيات العلاج الطبيعي اليدوي ومنها تقنية الدفع السريع للفقرات القطنية Lumbar Spine HVT’s. توصلت الدراسة إلى أن العلاج اليدوي أدى إلى تقليل مخاطر التوتر العضلي في الأطراف السفلى في هذه المجموعة من الرياضيين. ومن المثير للاهتمام، أن ذلك انعكس من خلال التوصيات الإكلينيكية بضمان الحفاظ على الوظيفة الحركية الكاملة للحوض والعمود الفقري في مجال تأهيل عضلات عضلات الفخذ الخلفية.

 ·        تدريب الحس العميق /التدريب العصبي والعضلي:

لم تثبت الدراسة دور هذه التدريبات في التقليل من مخاطر إصابات عضلات عضلات الفخذ الخلفية وذلك بعد القيام بالتدخلات التي تهدف إلى تحسين التحكم بالحس العميق أوالتحكم العصبي والعضلي.

·        الإحماء والتبريد والتمدد:

يشمل هذا التدخل تثقيف الرياضيين بخصوص تدريبات الإحماء والتبريد والتمدد بالشكل الصحيح. لم يكن لذلك أثراً إحصائيا مهما ولكن يعتمد نجاحها على مدى امتثال الرياضيين مع هذا النوع من التدخل.

النتائج الإكلينيكية:

قد تجعلك هذه الدراسة تعتقد أنه ليس بوسعنا أن نفعل شيئاً لمنع إصابات عضلات عضلات الفخذ الخلفية....يعتبر ذلك محزناً ولكن انتظر! لو قلت لك أنني عالجت كل المرضى الذين يعانون من متلازمة الاصطدام الأخرقي التحتيsub-acromial impingement syndrome (SAIS) من خلال تمارين تقوية الكفة المدورة بالشريط العلاجي المطاطي –فماذا ستقول؟  أستقبل الكثير من المراسلات على البريد الإلكتروني التي تتسائل عن كيفية علاجي للمتلازمة مع أنها متعددة  العوامل ولها الكثير من المسببات المحتملة.

إصابات عضلات عضلات الفخذ الخلفية نفس الشيء! معقدة بطبيعتها ومتعددة العوامل في نشوئها. وأعتقد (وسيوافقني الكثير في ذلك) أن أي مسببات في حصول الإصابة (من القوة العامة، القوة العضلية، المرونة، العوامل المتعلقة بالحوض والفقرات القطنية، والاعتلالات الحيوية الميكانيكية) تختلف من رياضي إلى رياضي آخر.

 فماذا يخبرني هذا البحث؟

لا يمكن الوقاية من إصابات عضلات عضلات الفخذ الخلفية عن طريق طريقة تدخل موحدة للجميع!

يتضح لنا من ذلك أنه لا توجد وصفة واحدة هنا (في العلاج الطبيعي الرياضي) للوقاية من هذه الإصابة. فالتدخلات القائمة على التقييم هي المطلوبة وهي المكان الذي ينبغي علينا البدء منه. فالتدخل للوقاية من إصابات عضلات عضلات الفخذ الخلفية ينبغي أن يكون فردياً لكل رياضي على حده. حينها فقط ستحقق نجاحاً في هذا المجال.