الفصل
الأول
مقدمه :
يعتبر كتاب الأموال المشتركة من أجل مصادر الاقتصاد الإسلامي
التي يعول عليها في كثير من المسائل الاقتصادية التي تهم القائمين والمهتمين بشؤون
الدراسات والأبحاث الاقتصادية، لا سيما أن شيخ الإسلام ابن تيمية كتب مؤلفة هذا في
فترة انتشرت فيها الفوضى الاقتصادية، واتسعت فيها الاعتداءات على الأموال، وشاع
فيها السلب والنهب، وفرض الضرائب غير الشرعية "المكوس" من قبل الحكام
والمتنفذين وكل ذي قوة، بسبب جلي حيناً، ومن غير أي سبب أحياناً كثيرة. وهذه
الفوضى أدت إلى وجود خلافات كثيرة بين من بيده المال أو الأرض أو المنقولات، مما
حدا بشيخ الإسلام في كثير من الأحيان إلى التدخل المباشر بقدر الإمكان لإنقاذ
المجتمع سواء في بلاد الشام أو في مصر.
مشكة الكتاب :
لقد كان لحروب التتار أثر كبير على النشاط الاقتصادي في عهد
المماليك البحرية سواء في مصر أو الشام مما حدا بسلاطين تلك الفترة إلى فرض ضرائب
إضافية غير مشروعة لتسهم في مكافحة التتار المدمر، ولتسد النقص في موارد الدولة
المالية، وهذا كله جعل شيخ الإسلام يسطر هذا المؤلف الذي بين أيدينا ليوضح فيه
الأموال التي ينبغي على الدولة جبايتها فقط ، وقد قسم أنواع الجبايات إلى ثلاثة
أنواع، جائز ومحرم، واجتهادي. فمن هنا تنبع أهمية دراسة وإخراج هذا الكتاب القيّم.
منهج ابن تيمية في
كتابه الأموال المشتركة :
أ- أسلوب الدراسة: استخدم شيخ الإسلام ابن
تيمية المنهج الوصفي في جمع المعلومات.
ب- إجراءات جمع البيانات: اعتمد شيخ الإسلام ابن تيمية
لجمع البيانات مراجعة الكتب السابقة من خلال مراجعة القرآن الكريم والسنة النبوية
وسيرة الخلفاء الراشدين والسلف الصالح وصحيح البخاري وصحيح مسلم ومسند الإمام أحمد
بن حنبل وسنن الترمذي، لتحديد القاعدة الفقهية فيما يتعلق بمواضيع الأموال التي
تناولها شيخ الإسلام.(1)
ج- فروض الدراسة:
1-
ما هي أنواع الأموال المشتركة.
2-
ما هي مصارف الأموال المشتركة بكتاب الله
وسنة رسوله وهل تم الإجماع عليها.
3-
تحديد أنواع سياسة الخلفاء الراشدين
وولاة الأمور في تقسيم الأموال.
4-
هل هناك نظام جباية الأموال و تحديد
أنواع الضرائب المشروعة والضرائب غير المشروعة.
5-
هل هناك قاعدة اقتصادية لرصد الاحتياطيات
المالية لوقت الحاجة .
6- إثبات صحة التعزير
(التأديب) بالعقوبات المالية على الأفعال التي نهى عنها الشرع ولم تشرع لها عقاباً
محدداً.
7-
إثبات عدم جواز العبث بالعملة الإسلامية
المتداولة بين المسلمين.
8-
إثبات أن الثواب والعقاب يكونان من جنس
العمل في قدر الله وشرعه.
د- أسلوب التحليل:
استخدم شيخ الإسلام ابن تيمية المنهج الاستقرائي لتحليل
البيانات التي جمعها وذلك باستنتاج قاعدة فقهية فرعية استناداً إلى القاعدة
الشرعية العامة التي هي كتاب الله وسنة رسوله الكريم والاقتباس من السلف الصالح من
الصحابة ومن تبعهم في القرون الثلاث الأولى.
وللتحقق من الفروض قام ابن تيمية باستخدام الاستدلالات
والطرق المنطقية في إثبات بعض الفروض وإجراء المقارنة في إثبات الفروض الأخرى
بالاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية والصحاح والسنن التي اعتمد عليها.
(1)
مروان طاهات الأموال
المشتركة لابن تيميه 22/12/2003