د. ايهاب مقابله واخرون 2013
الاثنين، 20 يوليو 2020
الإقتصاد بمفهومه الشامل
یعتبر الإقتصاد بمفهومه الشامل ومتغیراته المختلفة القاسم المشترك الذي یساهم في تفسیر الكثیر من
الأحداث السیاسیة والإجتماعیة والثقافیة التي تجري على كافة المستویات المحلی ة والإقلیمیة والدولیة، حیث
اً إلى أصبح فهم الفرد أو المجتمع للكثیر من القضایا الإقتصادیة والسیاسیة والإجتماعیة بشكل سلیم مرتبط
حد كبیر بما یتوفر لدى الفرد والمجتمع من المعرفة بمفهوم علم الإقتصاد ونظریاته المختلفة. فعلى
المستوى الفردي، یحتاج الفرد إلى المعرفة الإقتصادیة لإتخاذ القرارات المتعلقة بسوق العمل، كما یحتاجها
من أجل إتخاذ قرارات الإنفاق والادخار في أسواق السلع والخدمات والسوق النقدي بعقلانیة. أما المجتمع
فیحتاج إلى المعرفة الإقتصادیة من أجل تعظیم الإستفادة من الموارد الإنتاجیة المتاحة، ومن أجل الو صول
إلى أعلى مستوى من المنفعة العامة والرفاه العام و معرفة كیفیة التعامل مع الأبعاد المختلفة للمشكلة
الإقتصادیة. وعلیه، فقد باتت دراسة علم الإقتصاد ضرورة ملحة لكافة الأفراد العاملین منهم والعاطلین عن
العمل، الأغنیاء منهم والفقراء، كبار السن أو صغار السن. وفي هذا السیاق، نرى أن على الإقتصادیین
تقدیم شرح واضح للأسس النظریة التي یقوم علیها علم الإقتصاد بشرط أن یكون هذا الشرح ملائماً لكافة
مستویات المهتمین بالحصول على المعرفة الإقتصاد یة بحیث یسهل فهمه . یناقش هذا الفصل تعر یف علم
الإقتصاد وفروعه المختلفة، كما یناقش علاقته بالعلوم الأخرى. یعرض هذا الفصل كذلك مفهوم وأسباب
وأبعاد المشكلة الإقتصادیة وكیفیة تعامل الأنظمة الإقتصادیة معها. كما یقدم عرضاً لاتجاهات وقوة
وأخیرا ، یقدم الفصل ً العلاقات بین المتغیرات الإقتصادیة من خلال عرض أسالیب ال تحلیل الإقتصادي.
توضیحاً لبعض المفاهیم الإقتصاد یة الهامة التي تفید في دراسة الفصول القادمة.
2.تعریف علم الإقتصاد و أهدافه
یعتبر علم الإقتصاد من العلوم الإنسانیة التي تدرس سلوكیات الإنسان التي تتصف بالتعقید والصعوبة
والتغیر تبعاً للكثیر من المحددات والمتغیرات الإقتصادیة والإجتماعیة والسیاسیة والثقافیة والدینیة وغیرها .
ولهذا لم یجمع الإقتصادیون على مر العصور الماضیة ولا علماء العصر الحالي على تعریف موحد لعلم
مولاً ووضوحاً. وقد یعزى ذلك إلى علاقة علم الإقتصاد بالسلوك الإقتصاد بحیث یوصف بأنه الأكثر ش
ٕ ا تطور الأوضاع الإقتصاد یة والإجتماعیة من فترة إلى أخرى لىو ، ٕ الإنساني المتغیر وبشكل مستمر، لىو
ا
الاختلاف الواضح في الأنظمة الإقتصاد یة المتبعة . وعلیه، فقد ارتأینا الإشارة إلى أهم تعریفات علم
یة وا . ٕ الإقتصاد التي جاءت من علماء ساهموا بشكل واضح في تحلیل الكثیر من النظریات الإقتصاد ثباتها
عرف آدم سمیث Smith Adam في كتابه ثروة الأمم علم الإقتصاد بأنه "العلم الذي یبحث في الكیفیة
التي تمكن الأمة من أن تغتني". وعرفه ألفرد مارشال Marshall Alfred في كتابه مبادئ الإقتصاد بأنه
"العلم الذي یدرس سلوك بني الإنسان في أعمال حیاتهم التجاریة الیومیة، أي في كیفیة حصول الإنسان
على الدخل وطریقة استخدامه لهذا الدخل". وعرفه روبنز Robbins بأنه "العلم الذي یدرس السلوك
الإنساني كعلاقة بین أهداف وبین وسائل نادرة ذات استعمالات عدیدة". وقد أشار سامویلسون
-3-
Samuelsson إلى أن علم الإقتصاد وهو "العلم الذي یتعلق بدراسة عملیة الإنتاج والتبادل بین الأفراد،
وبدراسة تطورات مستویات الأسعار والتشغیل والإنتاج، وبدراسة مصادر الثروة وتوزیعها والإستثمار وأسعار
الفائدة، وكیفیة تنظیم العلاقات الإقتصادیة بین الأفراد والدول".
و علیه یمكن الوصول إلى تعریف شامل یتضمن ما ذهبت إلیه التعریفات الكثیرة لعلم الإقتصاد وهو أن
علم الإقتصاد هو "العلم الذي یدرس كیفیة الوصول إلى الاستغلال الأمثل للموارد الإقتصادیة المتاحة من
أجل تلبیة أكبر قدر من الحاجات الإنسانیة غیر المحدودة" أو هو "العلم الذي یساعد في ترشید القرارات
الإقتصادیة للمنتجین والمستهلكین والحكومة والقطاع الخارجي وفي أسواق السلع والخدمات و أسواق عناصر
الإنتاج أو السوق النقدي". وبهذا التعریف نصل إلى أهم أهداف علم الإقتصاد الذي یتمثل في فهم أبعاد
وأسباب وطرق حل مشكلة ندرة الموارد ، وكیفیة استغلال هذه الموارد، أي المشكلة الإقتصاد ،یة التي تشیر
لها الكثیر من كتب الإقتصاد على أنها مشكلة الندرة والإختیار Choice and Scarcity . وبالاعتماد على
التعر یفات السابقة یمكن القول أن علم الإقتصاد یهدف إلى ما یلي:
• المساعدة في فهم واقع الإقتصاد الذي نعیش به من خلال معرفة نقاط القوة والضعف والفرص المتاحة
والتهدیدات.
• المساعدة في التعامل مع القضایا الإقتصادیة التي تهم الفرد أي على المستوى الجزئي، وتلك التي
تتعلق بالمجتمع كوحدة واحدة أي على المستوي الكلي.
• المساعدة في فهم الظواهر الإقتصادیة المحلیة والإقلیمیة والدولیة.
• المساعدة في توزیع مكتسبات التنمیة بین أفراد المجتمع بعدالة.
• المساعدة في تحدید طبیعة المشكلة الإقتصادیة وترشید القرارات الإقتصادیة.
• المساعدة في تعظیم الرفاه على مستوى الفرد والمجتمع.
• المساعدة في التنبؤ بالأوضاع الإقتصادیة المتوقعة من أجل تعظیم الإستفادة منها أو العمل على
مواجهتها من خلال وضع الحلو ل المناسبة لها.
• المساعدة في فهم آلیة التعامل مع الإقتصادات الأخرى.
• المساعدة في تنظیم العملیة الإنتاجیة من خلال تحدید نوعیة الإنتاج وطریقة الإنتاج وآلیة التوزیع.
• المساعدة في دفع عملیة التنمیة الإقتصادیة بحیث تلاءم التطور الحاصل في أسواق السلع والخدمات
وسوق العمل والسوق النقدي.
مما سبق نستطیع القول أن مجمل أهداف علم الإقتصاد تدور حول الموارد الإنتاج ،یة وترشید القرارات
و المشكلة الإقتصادیة وكیفیة الوصول إلى الاستغلال الأمثل للموارد الإقتصادیة المتاحة من أجل تلبیة أكبر
قدر من الحاجات الإنسان یة غیر المحدودة. وعلیه ، لا بد من تو ضیح علاقة الإقتصاد ب بعض العلوم
الأخرى لما لهذه العلوم من تأثیر ودور في تحقیق الأهداف السابقة.