اولا :
مفهوم العولمة الاقتصادية
العولمة
هي ظاهرة متعددة الأوجه , و تتضمن عدة جوانب منها جوانب سياسية , اقتصادية و
ثقافية و بيئية . ولذا يمكن القول أن
العولمة الاقتصادية هي نظام يشير إلى إزالة العوائق الوطنية الاقتصادية و نشر
التكنولوجيا و التجارة و أنشطة الإنتاج و زيادة قوة الشركات عابرة الحدود الوطنية
و المؤسسات المالية الدولية و تحرير الأسواق , و إلغاء القيود عليها و خصخصة
الأصول و زيادة التعاملات في النقد
الأجنبي , و تكامل أسواق رأس المال , و استحداث أدوات مالية جديدة , وينتج عن ذلك
زيادة اعتماد الأسواق .
العولمة
و التنمية الاقتصادية
إن من أبرز العناصر المساهمة في التنمية
الاقتصادية في ظل العولمة
هي منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية (OCDE) الشبكة الممثل دورها للدولة الغنية حيث أطلق عليها تسمية نادي الأقوياء إقتصاديا
هي منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية (OCDE) الشبكة الممثل دورها للدولة الغنية حيث أطلق عليها تسمية نادي الأقوياء إقتصاديا
ينمثل دورها
في كونها تعتمد على البحث و الدراسات و متابعة التطورات الاقتصادية , في كل دولة عضو
في هذه
المنظمة و مقابلة كل هذا بما يجري في بقية دول العالم لمدة 25 سنة القادمة , ومن ثم نقترح
الحلول المناسبة إذ أنها لا تصدر قرارات و لا تتبنى إجراءات عملية.
و من أهم
نشاطات المنظمة أنها أعد ت مشروع بحث سنة 1995
بعنوان INTERFUTURS قصد تصور نمو اقتصاديات أعضاؤها و علاقة هذا
النمو بما يحدث في الدول النامية حتى نهاية القرن.
و في نفس السنة أجرت دراسة أخرى تمتد إلى سنة 2.2. اسمها INTERDEPNCE
أو الاعتماد المتبادل
ومن خلال هذه الدراسات خرجت بفرضية أولى تتمثل في أن نمو
إقتصاد أعضاء المنظمة بمعدل ثابت
3 %سنويا طول هذه الفترة, و معدل نمو الدول غير الأعضاء
يبلغ 6.7% على أساس نجاح
الإصلاحات الاقتصادية و السياسية التي توفر الحرية الكاملة لحركة المبادلات و
الاستثمار بين الدول.
أما الفرضية الثانية فتقوم
على أساس أن معدل نمو 3 % في دول المنظمة و 4.8 % في الدول الأخرى على أساس تأخر عدد من
الدول عن إجراء التحرير الكامل للتجارة الدولية و الاستثمار الدولي .
و توصلت الدراسة إلى خمس دول كبرى جديدة ( روسيا , الصين ,
أندونيسيا , الهند و البرازيل ) التي ستأخذ نصيبا وفر من مجموع الناتج المحلي
الإجمالي لدول العالم و حجم التجارة الدولية .
ثانيا :
مظاهر العولمة
أ. التدويل
إن ظاهرة التدويل تعبر في حقيقة وقعنا المعاش عن
تدويل القوى المنتجة على المستوى العالمي , ويقصد بالقوى المنتجة جميع الوسائل
والقدرات التي هي في متناول المجتمع البشري لأجل الإنتاج.
وقوى
الإنتاج تتضمن وسائل الإنتاج و قوى العمل التي تستخدمها هذه المجتمعات البشرية و
بالتالي فهي تتضمن أساليب الإنتاج و تنظيم هذا الإنتاج وكذا مستوى العلوم و
التكنولوجيا .
ب. الثورة العلمية والتكنولوجية
لقد شاهد العالم ثورة في عدد من القطاعات المرتبطة
أساسا بلإلكترونيك و الإعلام الآلي و
الاتصال
و الكيمياء
و البيولوجيا , الشيء الذي جعل البعض يتحدث عن رأسمالية إلكترونية .
هذه الثورة
سوف تغير ترتيب القطاعات الاقتصادية أين تصبح قطاع الخدمات المرتبطة بهذه القطاعات
تحتل نصيبا أكبر في النشاط الاقتصادي و الإنساني ككل, كما تغير هذه الثورة من
أنماط الإنتاج و التشغيل و كذا طرق التسيير.
لقد عرف
العالم في نهاية القرن الثامن عشر الثورة الصناعية التي نظمت التقسيم التقني و
الاجتماعي للعمل حيث أصبحت الصناعة هي القطاع المحرك لكل النشاط الاقتصادي , هذا
التقسيم كان قائما على أساس علاقة تبعية بين الإنسان و الآلة و كذا الفصل بين
العمل اليدوي و الذهني , وبين التصميم و الإدارة و التنفيذ.
ولقد تميزت
الثورة العلمية و التكنولوجيا بمجموعة من الخصائص يمكن أن نذكر منها النقاط
التالية :
1.
أعطى مكانة للعلم والبحث العلمي لم
يشهدها العالم من قبل.
2.
إلزامية قيام علاقة جديدة بين
الإنسان و الآلة و فالعامل الإنساني يصبح أولى من العالم التقني , لهذا سوف تعطى
الثورة التكنولوجية مكانة أكبر للإنسان الحامل للعلم , فهذا الأخير هو كائن
اجتماعي و ليس عاملا من عوامل الإنتاج الأخرى مما يستلزم قيام أساليب عمل و تنظيم
جديد.
ج- ظهور
إنقلابا جذريا و نوعيا في الإنتاج أساسه الإلكترونيك و الإعلام الآلي و الإتصال
وهذا مما يؤدي إلى نمو سريع في للقوى
المنتجة.
د – التطور
المذهل والسريع لقطاع المعلومات و الاتصال
وانعكاسه على مختلف جوانب النشاط الإنساني
, و هذا ما سيحدث انقلابا في عدة مجالات من النشاط الاقتصادي أولها مجال الإنتاج و
أساسا أنماط العمل و التشغيل , حيث سينشر تشغيل اليد العاملة الماهرة و الرخيصة عن
بعد و كذا إدارة الأعمال عبر الإعلام الآلي .
ثالثا : التحولات على مستوى
البنية الفوقية العالمية :
عندما لاحت بوادر فوز الحلفاء , و بعد تلك الحرب
العالمية الثانية و بعد
الفوضى السياسية و الاقتصادية التي عرفها العالم , سعت مجموعة من الدول لوضع مؤسسات دولية و جهوية لإعادة تنظيم شؤون العالم الاقتصادية و الاجتماعية و توفير شروط الإنطلاقة الاقتصادية و الاجتماعية و إزالة كل العقاب التي تعيق عملية تمركز الإنتاج و الرأسمال على المستوى العالمي و خلق شروط اقتصادية و سياسية جديدة لإعادة اقتسام مناطق النفوذ.
الفوضى السياسية و الاقتصادية التي عرفها العالم , سعت مجموعة من الدول لوضع مؤسسات دولية و جهوية لإعادة تنظيم شؤون العالم الاقتصادية و الاجتماعية و توفير شروط الإنطلاقة الاقتصادية و الاجتماعية و إزالة كل العقاب التي تعيق عملية تمركز الإنتاج و الرأسمال على المستوى العالمي و خلق شروط اقتصادية و سياسية جديدة لإعادة اقتسام مناطق النفوذ.
ومن خلال ما
سبق يمكن أن نلاحظ الآن تغيرات هامة على مستوى الخريطة الاقتصادية و السياسية
للعالم خاصة مع انهيار البلدان الإشتراكية سابقا و و تراجع حركات التحرر
الوطني في البلدان النامية , حيث شاهد
ميلاد قطبي اقتصادي وسياسي أحادي تقوده
الولايات المتحدة الأمريكية .
رابعا : تأثير العولمة على السياسات الاقتصادية
أ. التأثير على السياسة
النقدية
بالنسبة لهذا الجانب نلاحظ أن البنك
العالمي هو ثاني مؤسسة ذات اعتبار كوني بعد صندوق النقد الدولي , حيث يقوم بمنح
قروض طويلة الأجل همها قروض التكيف الهيكلي بهدف دفع تيار العولمة و دوره يتكامل
مع دور صندوق النقد الدولي الذي حد دته لهما اتفاقيات " بريتون وودز" , التي
كلفت الصندوق بالسهر على ضمان قواعد الاستقرار النقدي الدولي , و تنمية العلاقات
النقدية المتعددة الأطراف و البنك العالمي يقوم بتقديم العون المالي الضروري
لتمويل التنمية طويلة الأجل , و إزداد هذا التكامل مع إستفحال المشاكل الاقتصادية
و الاجتماعية في البلدان النامية و إظطراب العلاقات النقدية و تدهور العلاقات
التجارية و المالية بين مختلف الدول , بحيث كيف الصندوق و البنك شيئا فشيئا
سياستهما و برامجهما لإعانة الدول النامية و سعيها للقضاء أو الحد من إشكاليتها
النقدية و المالية و الهيكلية , و تتضح لنا الرؤية أكثر إذا علمنا أن العضوية في
البنك العالمي مشروطة بالعضوية في الصندوق .
و في ظل
النظام الجديد يعتبر البنك العالمي هو
أقوى وكالات التنمية و التمويل الدولية , حيث يستعمل أمواله لأغراض شتى أهمها :
1.
تمويل المشاريع للبنية الأساسية
2.
تشجيع رأس المال الدوالي الخاص .
3.
تسريع وتيرة الخوصصة .
خامسا : التأثير على سياسة الميزانية
إن تحقق المنافع المحتملة في ظل النظام العالمي بتوفير البنية الأساسية تحقيقا كاملا من عدمه مسألة تعتمد على الكيفية التي تقوم الحكومة بتوزيع المخاطر , فيمكن للحكومة أن تزيد المنافع بواسطة تحمل المخاطر التي تستطيع السيطرة عليها , و لكن ينبغي لها أن تتجنب تحمل المخاطر الأخرى .
و بهذه
الطريقة يواجه المستثمرون بخواطر قوية لإختيار المشاريع بعناية و إدارتها
بكفاءة , فهي تستطيع أن تقلل المخاطر التي
يتعرض لها المستثمرون بواسطة إتباع سياسات إقتصادية كلية وطيدة , و الإفصاح عن المعلومات , و تنفيذ
قوانين و لوائح تنظيمية جيدة , و تدعيم سلطتها القضائية و و تستطيع أن تقيس بها
الضمانات التي تقدمها وتوازنها و تحسبها , بحيث تكون التكاليف و المخاطر واضحة وقت
إصدار الضمانات و ليس فبما بعد عندما
يتعين على الحكومة أن تسدد ، لأن من المعلوم في إطار توازن الميزانية أن الدولة
عليها تكافأ بين إلتزاماتها و إيراداتها لتقييم الضمانات و الإلتزامات المحتملة
كما يمكنها إستخدام قيمة الضمانات لحساب خسارة متوقعة .
و عندما تقيم الضمانات ,
يكون من الأكثر إحتمالا أن تتخذ القرارات على أساس التكاليف و المنافع الحقيقية و
ليس الظاهرة .
و من وجهة
النظر الاقتصادية فإن التمييز بين الخسائر المحتملة وغير المحتملة ليس مفيدا على
الدوام ,
إن وجود
فرصة بنسبة 1. % بخسارة 1. ملايين من الدولارات أسوأ من وجود فرصة بنسبة 9. %
لخسارة
مليون دولار , و الأفيد من ذلك هو تقدير القيمة الحالية للخسارة المتوقعة الناجمة
عن إلتزام محتمل
و من شأن وجود نظام
مثالي للمحاسبة و الموازنة أن يسجل القيمة الحالية المتوقعة لجميع العقود التي
تبرمها الحكومة .
سادسا : التأثير على سعر الصرف
نظرا لأن الكثير من استثمارات البنية الأساسية
تمول بواسطة قروض مقومة بالنقد الأجنبي و
تعقد بأسعار فائدة معومة , فإن الأرباح تكون حساسة بشكل مرتفع للتغيرات في أسعار
الصرف و أسعار الفائدة .
و يتبين أنه
للوهلة الأولى أنه ينبغي للحكومة أن تتحمل بتعبئة المخاطر المرتبطة بهذا الخطر ، لأن لها بعض السيطرة على أسعار الصرف و الفائدة ، و سيكون لديها إذا ما تحملت هذه
المخاطر حافز لإتباع سياسات اقتصادية كلية مستقرة.
المخاطر حافز لإتباع سياسات اقتصادية كلية مستقرة.
و في ظل
نظام العولمة ثمة عدد من الأسباب تجعل من الضروري للمستثمرين أن يتحملوا بمخاطر
سعر الصرف و الفائدة : فأولا يمكن أن تشجع الضمانات
الحكومية للمستثمرين على التعرض لحدود كبيرة من مخاطر أسعار الصرف ، و عندئذ
يستطيعون إذا ما حدث إنخفاض قيمة العملة أن يلقوا باللوم على الحكومة لما تعرضوا
عنه من خسائر بدلا من الإعتراف بخطر الإفراط في الإقتراض بعملات أجنبية .
ثانيا : يمكن أن يكون لضمانات سعر الصرف تأثير معاكس على سلوك الحكومة , وعلى سبيل المثال فقد تغري الحكومة بدم إجراء التخفيض الذي يكون مطلوبا في قيمة العملة المحلية في أعقاب صدمة في معدلات التبادل التجاري .
ثالثا : قد تكون الكثير من الحكومات قد إننكشفت بالفعل هي و دافعو الضرائب الذين يدعمونها للمخاطر المرتبطة بصدمات سعر الصرف والفائدة .
ثانيا : يمكن أن يكون لضمانات سعر الصرف تأثير معاكس على سلوك الحكومة , وعلى سبيل المثال فقد تغري الحكومة بدم إجراء التخفيض الذي يكون مطلوبا في قيمة العملة المحلية في أعقاب صدمة في معدلات التبادل التجاري .
ثالثا : قد تكون الكثير من الحكومات قد إننكشفت بالفعل هي و دافعو الضرائب الذين يدعمونها للمخاطر المرتبطة بصدمات سعر الصرف والفائدة .
وقد تفضي صدمة معدل تبادل تجاري معاكس مثلا : تخفيض في قيمة العملة و
إنخفاض في الدخول على حد سواء , مما يجبر الحكومة على تعيض المستثمرين في نفس
الوقت التي تتقلص فيها قاعدتها الضريبية .
إى أنه قد يكون لدى القطاع الخاص في حالة عدم وجود ضمان حكومي , حوافز
أكبر على إدارة مخاطر سعر الصرف .
منقول
المراجع :
1 – أحمد فريد مصطفى -
سمير محمد السيد حسن ،السياسات النقدية و البعد الدولي للأورو
مؤسسة شهاب الجامعية -
الإسكندرية
2 – مروان عطوان ،الأسواق
النقدية و المالية
3 – باشوندة رفيق عوامل التحكم في المردودية المالية 96 .1997/ رسالة ماجستير .
4 – التمويل و التنمية - مجلة
تصدر كل ثلاثة أشهر عن صندوق النقد الدولي و البنك الدولي للإنشاء-المجلد 39 , العدد .1 - مارس 1999 .
5 – العولمة و إدارة الاقتصادات
الوطنية - وقائع الندوة المنعقدة في 18 و 19 نوفمبر 2. -أبو ظبي -