البعض تجد الأفكار الملغومة المسمومة نثرها ليفرغ شحنات تجاه جهة معنيّة أو شخوص لهم مكانتهم فيرمز بدلالات لا يفهمها إلا صاحب الشأن أو من له دراية بالموضوع ذاته , لا يعتبر هذا جبناً لدى الكاتب لأن التصريح قد يحدث أموراً لا تحمد عقباها، ففكرة الاستنباط المكتوب وطرق تلقيها تعتمد على كمية الوعي لدى القارئ.
أحياناً لدى قرأتنا اقتباس أعجبنا حين الرجوع لصفحة الكتاب وقراءة النصّ بالكامل يتغير مفهوم الفكرة المستنبطة من الاقتباس لأن بعض الأفكار مترابطة بالنص والبعض الأخر كل سطرٍ يحوي فكرة مختلفة، وهنا التفريق بين القارئ الواعي والغير واعي هي قدرته على فهم واستيعاب النصوص.
أثناء قراءتي لكتاب (أنثى الجدار) وهو معتمد على النصوص القصيرة جداً، تجد بعض السطور الموسيقيّة رغم قصرها إلاّ أن تأويلاتها بكل قراءة رمزية دلاليّة على وضعيّة معينة. وهذا فنٌ لا يقدر أي كاتب كتابته.
تجتذبنا بعض الأحيان أفكار ليس بالمشروط أنها تناسب أفكارنا ومع ذلك من الأفضل أن لا تشنُّ حروب الاختلاف معها بعنف، ولكن تقع الجدالات الفكرية والحورات العقيمة على نظريات زعمت أنها للفكر وهي لا تتعدى كونها جنون حتميٌّ ! كالتعدي على الذات الإلهية، ووضع فرضيات الوجود وأن أصل الإنسان قرد كما في نظرية داروين.
ركز جيداً أثناء القراءة، واقرأ النصوص كاملة فبتر جزء من النص وقراءته وحده، قد يغير ويحور المعنى كاملا.
نوف البكري