بسم الله الرحمن الرحيم (يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } العلم درجات: أولها الصمت، والثانية الاستماع، والثالثة الحفظ، والرابعة العمل، والخامسة النشر ***مروان طاهات*** يرحب بكم ويكيبيديا الموسوعة المروانية MANT

الثلاثاء، 1 أبريل 2014

بائع الأمل !

هل أنت ممن يعمل تحت إمرة إياهم ؟ هل أنت منهم ؟ هل مستقبلك واضح في الوظيفة ؟ من هم ؟ من أنت ؟ وما الذي أقول ؟ حقيقةً لم أجد عبارةً تعبر بصدق عن المدراء الإيجابين سوى أنهم بياعون للأمل في بيئات العمل وفي دول يصفها الغرب بالعالم الثالث (يعني تأخر وفساد وبطء ومحسوبية وجمود .. وأضف إليها ما شئت). هم أولئك الذين يلونون الباهت في وظيفة لا تتناسب مع المؤهلات أو يهونون ساعات عمل مضنية بدعمهم وتقديرهم أو يرفعون سقف الطموحات. هم بالنسبة لي يبيعون الأمل ويشتريه منهم الذي يستحق.
وفي المقابل هناك من يسلبون الأمل ويمارسون السلبية والإحباط مع موظفيهم سواءً بعمد أو بدون قصد، فالمدير البلطجي أو The bullying boss كما يصفه عالم نفس السلوك الوظيفي دكتور مارلين اتكنهيد، هو من يصرخ في وجه الموظفين، يستخدم اسلوب التهكم بالنظرات والايماءات وأحياناً بالكلمات، يكرر بتقصد انتقاد انجازات الآخرين، يمارس الاعتداء النفسي عليهم، تحيد أحكامه عن العدالة والخبرة في اتخاذ القرار. يرحب بنشر الشائعات عبر تعتيم الحقائق لستر نقاط الضعف الإدارية لديه ويقوم بنزع الصلاحيات وتبديل المسؤوليات فجائياً بمهام تافهة لا تتناسب مع مهارات وقدرات الموظفين .. حاجباً المعلومات عنهم، مستثنياً لوجودهم في الاجتماعات ذات الصلة الوثيقة بأعمالهم. هو ذاك الذي يعي أن مصدر قوته كرسياً منتفخاً من الجلد يجلس عليه يهبه الصلاحيات، فحالات المسؤول الذي يتولى منصبًا عندنا حالة من اثنتين: إما أن يكبُر أو ينتفخ.
وأظل مفتونة متوجسة من هذه الحالات المتكررة في أغلب منظماتنا الإدارية والتي تدندن على وتر التغيير وإحداث النقلة النوعية.ونسمع جعجعةً ولا نرى طحناً. فعلى مستوى تحليل العلاقات قي بيئة العمل ودراسة نوازع السلوكيات البشرية، يلفتني أسباب وجود مثل هذه الشخصيات والدوافع التي تحرك أداءها، فالبلطجة او الاعتداء على كينونة ومشاعر الآخرين لا يحركها إلا عاملان الأول : الرغبة في السيطرة على الآخرين، تجدهم رائعين مع رؤسائهم ومن يعلوهم في الهرم الوظيفي لكنهم على النقيض .. بغيضون ومؤذيون مع موظفيهم. أما العامل الثاني فهو الرغبة في أن تنجح أعمالهم ولو على حساب الآخرين وبجهدهم، ولذلك فهم دوماً تحت الضغط وينقلون هذا الشعور تلقائياً إلى موظفيهم. وهناك أيضاً من (يبلطج) بغرض جلب الاهتمام لأن الدافع هنا الاحساس العميق بالقلق لنقص الثقة بالنفس. وأظل متوجسة لأن اسنمرار وجود مثل هؤلاء لايبشر التنمية ولا الوطن بخير ولا بد من وقفة تأمل واهتمام وحذر، فمن يبيع الأمل باتوا كالعملة النادرة.
أما ماذا نفعل مع هؤلاء ؟ أو كيف نتجب أن نكون منهم ؟ فإن كان مديرك (يسرق الأمل) فأستعن بالله أولاً لأن المشوار طويل لكنه جدير بالمحاولة. والمطلوب هو الحزم والوضوح في كل تعاملاتك وتواصلك معه، حاول التعرف على مسببات (البلطجة) لديه ماالذي يحركها ويدفعها للظهور، ثم ضع خطة لتتعامل معها بذكاء. أيضاً عليك الاحتفاظ بالمستندات والتعاملات توثيقاً لكل مايجري من أعمال، ولا بأس بالاستعانة بمن حولك من موظفين لاثبات الحالة كتابياً. كما يُنصح ببناء علاقات خارج بيئة العمل الملوثة والاستعانة بخبراء في الموارد البشرية أو علاقات الموظفين والاستنارة برأي الخبير منهم.
وأخيراً إن لم تنجح في كل هذا فالنصيحة هي تغيير رئيسك والانتقال إلى بيئة عمل تعي معنى القيادة الإدارية الراقية.
فتعساً لمن ابتلاه الله بالبلطجة .. واللهم لا تجعلنا من المنتفخين .. وأغفر لنا ما لا يعلمون ...
بسمة عدنان السيوفي