تقدم
مؤسسة التمويل الدولية مجموعة واسعة ومتنوعة من أدوات إدارة المخاطر لمشروعات
القطاع الخاص في البلدان النامية ،بما في ذلك أدوات العملات وأسعار الفائدة ، و
تسهيلات إدارة المخاطر.
مؤسسة
التمويل الدولية واحدة من المنظمات القليلة المستعدة لتقديم أدوات لإدارة المخاطر
ذات آجال استحقاق طويلة للمتعاملين معها في البلدان النامية. وتتاح أدوات إدارة
المخاطر،
أو مشتقاتها للمتعاملين مع مؤسسة التمويل الدولية لأغراض التحوط فقط ، وعن طريق إتاحة الفرصة للمتعاملين مع مؤسسة التمويل الدولية للوصول إلى أسواق
المشتقات الدولية من أجل التحوط ضد التعرض لمخاطر تقلب أسعار العملات أو الفائدة
أو السلع ، تمكن مؤسسة التمويل الدولية الشركات من تحسين أهليتها الائتمانية وزيادة
ربحيتها.
ويتمثل
دور مؤسسة التمويل الدولية في سد الفجوة الائتمانية بين المتعاملين معها وبين
السوق بمنح الشركات إمكانية الحصول على أدوات قد لا تتمكن من الحصول عليها مباشرة
نظرا للمخاطر الائتمانية أو القطرية ، وتعمل مؤسسة التمويل الدولية عادة كوسيط بين
السوق وبين الشركات الخاصة في البلدان النامية.
وتعمل
مؤسسة التمويل الدولية على أساس تجاري ، وتستثمر بصورة حصرية في المشروعات التي
تستهدف الربح وتتقاضى الأسعار السائدة في السوق مقابل أدواتها وخدماتها.
السوق
المتنامية لأدوات إدارة المخاطر المالية
تتاح
للمؤسسات المتمتعة بالأهلية الائتمانية في البلدان المتقدمة إمكانية الحصول على
مجموعة متنوعة من الأدوات المالية للتحوط ضد المخاطر : مقايضات أسعار الفائدة
والعملات والعقود الآجلة والعمليات الآجلة وحقوق (خيارات) البيع والشراء الخاصة
بأسعار الفائدة والعملات والسلع وغيرها من المشتقات .
والمشتقات أو أدوات إدارة
المخاطر عبارة عن أدوات مشتقة من رقم قياسي (مؤشر) أساسي كسعر عملة أو فائدة أو
سلعة، وقد نما بسرعة فائقة استخدام هذه الأدوات المشتقة في أسواق البلدان المتقدمة
خلال السنوات العشر الماضية ، فمنذ بدء مقايضات أسعار الفائدة والعملات في
أوائل الثمانينيات نمت سوق هذه الأدوات نموا هائلا ويبلغ حجمها الإجمالي
القائم (غير المسدد) أكثر من 90 ترليون دولار أمريكي (منذ 30 يونيو 2000). ولكن
الشركات في البلدان النامية لم تستفد عامة من هذه التطورات.
إن
اعتبارات المخاطر القطرية والمتطلبات الائتمانية الصارمة في أسواق المشتقات
المالية قد تمنع حتى أقوى الشركات تمتعا بالأهلية الائتمانية في البلدان النامية
من الوصول إلى أسواق أدوات إدارة المخاطر المالية والأدوات المشتقة المتاحة عادة
للبلدان النامية هي تلك التي تتضمن أدنى تعرض للمخاطر الائتمانية مثل مقايضات
أسعار الفائدة القصيرة الأجل والأغطية (الحدود العليا) على أسعار الفائدة ، ومع أن
هذه الأدوات لإدارة المخاطر قد تكون مفيدة فإنها قد لا توفر أكثر استراتيجيات
التحوط فعالية بالنسبة لكثير من المتعاملين ، وفي بعض الحالات، قد يكون بالإمكان
الحصول على أدوات أطول أجلا لإدارة المخاطر، ولكنها تتطلب أن تقدم الشركة المعنية
ضمانا بطرق قد تكون باهظة التكلفة.
وتكيف
مؤسسة التمويل الدولية أدوات إدارة المخاطر التي تقدمها بعناية لتلائم الاحتياجات
المحددة للمتعاملين معها في البلدان النامية ، وتبدأ العملية بتحديد وقياس
المخاطر التي تنشأ عن تعرض الشركة المعنية لتغيرات الأسعار المالية أو أسعار
السلع ثم تقدم مؤسسة التمويل الدولية المشورة إلى الشركة بشأن اختيار أدوات
واستراتيجيات تحوطية بديلة استنادا إلى المستوى المفضل لتغطية المخاطر والتكاليف
المرتبطة بذلك وفي مرحلة التنفيذ النهائية لهذه العملية تتوسط مؤسسة التمويل
الدولية بين المشاركين الرئيسيين في الأسواق وبين الشركة المتعاملة معها مما يتيح
تنفيذ الاستراتيجيات التحوطية المختارة بتكلفة مقبولة.
الميزة
النسبية لمؤسسة التمويل الدولية:
تتمتع
مؤسسة التمويل الدولية بوضع فريد يمكنها من أن تقدم للشركات في البلدان النامية
مجموعة متنوعة عريضة من أدوات إدارة المخاطر المالية وتوفر مؤسسة التمويل الدولية
عدة منافع من بينها :
تصنيفا ائتمانيا من الفئة A الثلاثية يتيح الوصول إلى الأسواق المالية العالمية بأفضل الشروط
المؤاتية
علاقات واسعة النطاق في
الأسواق.
خبرة فنية في مجال إدارة المخاطر المالية تحققت من الاستخدام
الواسع النطاق للأدوات المشتقة في العمليات المالية الخاصة بمؤسسة التمويل
الدولية مثل التمويل وإدارة الأصول السائلة وإدارة الأصول والخصوم.
خبرة قانونية عالمية بما في ذلك تقييم ما إذا كان مسموحا
باستخدام أدوات إدارة المخاطر في البيئات التنظيمية المحلية المختلفة.
أدوات
العملات وأسعار الفائدة :
عند
وضع الاستراتيجيات التحوطية لإدارة المخاطر يمكن للمؤسسة أن تقدم للمتعاملين معها
الأدوات المتوفرة في الأسواق المالية الدولية ، ونعرض أدناه رسوما توضيحية
لبعض المناهج التي قد تستخدمها مؤسسة التمويل الدولية لإدارة تعرض
المتعاملين معها لمخاطر أسعار العملات والفائدة ، وهذه مجرد أمثلة لأدوات إدارة
المخاطر التي تقدمها مؤسسة التمويل الدولية ويتطلب وضع كل شركة استخدام
استراتيجيات وأدوات مختلفة.
التحوط
ضد التعرض لمخاطر أسعار العملات:
في هذا
المثال تتحمل شركة تصنيع في أحد البلدان النامية التزاما قائما بالين الياباني
يمثل تمويلا جذابا من مصدر تمويل رسمي ، غير أن عائدات الشركة من الصادرات
تقوم بالدولار الأمريكي بصورة رئيسية. ولذلك تعاني الشركة من عدم توافق بين
العملات يعرضها لمخاطر التقلبات في أسعار صرف الين/الدولار الأمريكي.
وبمكن
للمؤسسة توفير عملية مقايضة تتيح للمؤسسة فعليا تحويل التزامها بعملة غير الدولار
الأمريكي إلى التزام بالدولار الأمريكي ، وتتيح هذه المقايضة بين العملتين لشركة
التصنيع تحويل التدفقات النقدية لخدمة الديون بالين إلى أساس عملة عائداتها
بالدولار الأمريكي (أنظر الجدول أدناه). ونتيجة لذلك يزول أثر التقلب في الدخل في
المستقبل نتيجة عدم التوافق بين العملتين في هذا القرض بالذات.
أدوات
العملات المحلية
ثمة
حالة خاصة للتحوط ضد التعرض لمخاطر العملات هي استخدام عمليات مقايضة العملات
المحلية ونتيجة لما حدث في الآونة الأخيرة من تطوير أسواق مشتقات طويلة الأجل
بعملات محلية معينة تقدم مؤسسة التمويل الدولية حاليا أدوات بالعملات المحلية في
تلك البلدان.
وكمثال
توضيحي على التحوط ضد التعرض لمخاطر العملات باستخدام أدوات العملات المحلية ،
أمامنا حالة شركة تايلندية تحقق إيرادات مقومة بالعملة المحلية ، وتحصل الشركة على
تمويل بالدولار الأمريكي بسعر فائدة معوم مستند إلى سعر ليبور، من منظور إدارة
المخاطر تعاني الشركة من عدم توافق بين العملات ، لأن الإيرادات بالباهت التايلندي
تقابل التزامات بالدولار الأمريكي بسعر فائدة معوم .
بوسع
الشركة حماية نفسها من تقلب أسعار العملات والفائدة عن طريق الدخول في عملية
مقايضة بين الباهت-الدولار مع مؤسسة التمويل الدولية حيث تدفع الشركة سعر فائدة
ثابتا بالباهت للمؤسسة وتحصل على سعر ليبور معوم بالدولار، ويمكن هيكلة التدفقات
النقدية من هذه المقايضة بحيث توافق تماما المبالغ القائمة (غير المسددة) من أصل
القرض الذي تستند إليه عملية المقايضة (على أساس جدول السداد) ، ونظرا لأن خدمة
الديون المتعلقة بقرض الشركة المقوم بالدولار الأمريكي بسعر فائدة معوم تقابلها
التدفقات النقدية التي تحصل عليها بسعر معوم من مؤسسة التمويل الدولية بموجب عملية
المقايضة فإنها تتحمل التزاما بالباهت بسعر فائدة ثابت ونتيجة لذلك تكون عملية
مقايضة العملات قد حققت للشركة فعليا تمويلا بالباهت بسعر فائدة ثابت.
التحوط
ضد التعرض لمخاطر أسعار الفائدة:
في هذا
المثال ستبرم شركة كهرباء في أحد البلدان النامية عقدا طويل الأجل مع الحكومة
المحلية وبموجب شروط العقدستحصل الشركة على مبلغ ثابت من الإيرادات بالدولار؛
غير أن معظم تمويلها الطويل الأجل محدد على أساس سعر فائدة معوم, مستند إلى سعر ليبور.
بوسع
الشركة حماية نفسها من تقلب أسعار الفائدة عن طريق تنفيذ عملية مقايضة لأسعار
الفائدة مع مؤسسة التمويل الدولية بحيث تدفع الشركة سعر فائدة ثابتا للمؤسسة
وتحصل على سعر معوم مستند إلى سعر ليبورويمكن هيكلة التدفقات النقدية من هذه
المقايضة لتوافق تماما المبالغ القائمة (غير المسددة) من أصل القرض الذي تستند
إليه عملية المقايضة (على أساس جدول السداد).
تسهيلات
إدارة المخاطر
حين
يكون لدى المتعاملين مع مؤسسة التمويل الدولية احتياجات تحوطية متعددة يحتمل أن
تمتد لفترة زمنية طويلة تقدم مؤسسة التمويل الدولية تسهيلات إدارة المخاطر، إذ
يمكن أن تنشئ مؤسسة التمويل الدولية تسهيلا لإدارة المخاطر توافق بموجبه على
الدخول في مجموعة متنوعة من معاملات إدارة المخاطر مع أحد المتعاملين حتى مبلغ
معين من التعرض للمخاطر بشأن فترة تنفيذ محددة. ويمثل مبلغ التعرض للمخاطر نسبة مئوية
من المبلغ الافتراضي الذي تستند إليه المعاملة على أساس تقديرات للمخاطر المحتملة
في المستقبل على سبيل المثال لا تخلق مقايضة أسعار الفائدة لمبلغ 10 ملايين
دولار مخاطر قيمتها 10 ملايين دولار نظرا لأن المخاطر المحتملة أو التعرض للمخاطر
يستند إلى الفرق في المستقبل بين سعر الفائدة الثابت وسعر الفائدة المعوم. ونتيجة
لذلك لا يمثل التعرض المحتمل للمخاطر سوى جزء من أصل المبلغ الافتراضي.
إن
تسهيل إدارة المخاطر شبيه بتسهيل ائتماني يستخدم لإجراء معاملات إدارة المخاطر وليس القروض ونتيجة لذلك ، يمكن للمتعامل الدخول في سلسلة من المعاملات مع مؤسسة
التمويل الدولية لتلبية احتياجات متغيرة في ظل أوضاع السوق المتقلبة ويمكن
للمؤسسة إنشاء تسهيلات لإدارة المخاطر لكل من الشركات والمؤسسات المالية.
التسهيلات
المقدمة للمؤسسات المالية
يمكن
لمؤسسة مالية في أحد البلدان النامية الدخول مع مؤسسة التمويل الدولية في معاملة
لإدارة المخاطر لأسباب عديدة على سبيل المثال يمكن لمؤسسة مالية استخدام هذه
الأدوات للتحوط ضد المخاطر الناجمة عن عدم توافق أصولها مع خصومها أو لتقديم أنواع
القروض التي تعرضها على عملائها.
لننظر
على سبيل المثال في حالة بنك يحصل على تمويل جذاب من السوق بالدولارات الأمريكية
بسعر فائدة معوم ولكن عملاء هذا البنك يفضلون اقتراض دولارات أمريكية بسعر فائدة
ثابت حتى يثبتوا تكاليف أسعار الفائدة التي يتحملونها ولذلك يقرض البنك عملاءه
دولارات أمريكية بسعر فائدة ثابت ولكي يزيل عدم التوافق بين أصوله وخصومهيمكن
للبنك أن يدخل في مقايضة لأسعار الفائدة مع مؤسسة التمويل الدولية حيث يدفع
بموجبها للمؤسسة سعر فائدة ثابتا بالدولار الأمريكي ويحصل على سعر فائدة معوم
بالدولار الأمريكي، وهكذا يكون البنك قد وسع مجموعة أدواته دون تعريض ميزانيته
العمومية لمخاطر أسعار الفائدة.