يعمل الصمت بتفتحه ، على إزالة طبقات مانعتقد ، فكل مانعتقد لايمثلنا ، إنه ببساطة يمثل أفكار غيرنا ، تبنيناها لأن الآخرين قد تبنوها ، أنت يوميا لاتجد مشكلة ، بين الليل والنهار ، إنه بالنسبة إليك كل واحد (يوم) ، وهنا أنت غير مرتبك ، أنت ككائن بشري مزيج من الانفعالات ، هذه هي الحركة ، وتتأمل وتشعر بالصمت وهذا هو السكون ، لتفعيل الصمت الناتج عن التأمل ، عليك أن تنخرط في الحياة في الحياة اليومية ، وهذه أيضا حركة وسكون ، وكل هذا لديك كل واحد ، ولم ترتبك ، الوحيد الذي لايغضب ولايكره ، هو الآلة ، الآلة لن تتحول من تلقاء نفسها ، ستبقى نفس الآلة ، إذا كيف تتم عملية التحول الروحي ؟
أن تبقى طبيعيا .. أي واعيا في كل الانفعالات ، لا أن تنفعل بكره أو حب فقط ، إن بقيت الستارة ، فالنظر محدود ، وإن استخدمت الستارة في إزاحتها ، كان المجال مفتوحا لفضاء الاحتمالات ، الجميع يرفض الكره ، لكننا يوميا نحب ونكره ، لكن العملية لدى الواعي ، لاتتوقف عند نكران طرف ، وتقبل آخر ، نتنقل بين نقيضين في الحياة ، وإن كنا في كل مرة ، ننجر إلى قطب ونرفض آخر ، فعملية التحول الروحي ، تبقى بعيدة ، إذن معرفة أن الحركة مستمرة بين قطبين ، هو مايجعلك تدرك أنك الشاهد الثابت ، والأحداث مستمرة في التقلب ، هذا هو بعد الوعي .. الحب المفروض ، أي الواجب .. هو قسري ، وماهو قسري يحتاج إلى تمرد ، أيضا هنا حركة وسكون ، بإمكانك أن تعترف لنفسك ، أو للآخر بأنك قد كرهته الآن ، وهذه هي معرفة نفسك ، كما أنه أيضا حبك المتبدي بوجه آخر ، غير المتعارف عليه ، الحب ليس كلمات حب مقدسة ، إنه ماتكونه الآن ، لأنك لن تكونه بعد لحظات ، لكن الأبعد من ذلك ، هو عمقك الذي ستشعر به ، إن كنت مراقبا حقيقيا .
بكلمات بسيطة ، كن حقيقيا في اللحظة ، أحبب أو إكره ، كلها غيوم في سماء الوعي ، إن الميت فقط لايستطيع فعل ذلك ، إذا اغتنم فرصة الحياة ، وراقب ماتكونه في اللحظة ، لأن الأعمق من ذلك ، هو أنت الثابت الشاهد ، غير المتأثر بمايحدث ، ومن هنا يفيض الحب ، سواء عبرت عنه أم لا ، سيشعر بموجته كل من حولك .