الأحد، 6 نوفمبر 2022
عدوّك مقهورٌ وحِزبُك غالبُ
عدوّك مقهورٌ وحِزبُك غالبُ
وأمرك منصور وسَهمُكَ صائِبُ
وشخصك مهما لاح للخلق أذعَنَت
لِهَيبَتِهِ عُجمُ الوَرى والأعارِبُ
فِداكِ روحي إذا لم تَفْدِ أشعارُ
فِداكِ روحي إذا لم تَفْدِ أشعارُ
بحرٌ هواكِ وقلبي فيه بحَّارُ
فداكِ روحي وأحشائي وفيضُ دمي
فداكِ قلبٌ بنبض الحبِّ موَّارُ
أمَّاه أمَّاه يا لحنَ الهوى بفمي
يا عذبةَ الرُّوح فيكِ الشِّعرُ يحتارُ
يا أعذبَ اسمٍ تغنَّتْ فيه قافيتي
(أُمِّي) وملءُ ضفاف القلب إكبارُ
لو أبذل الكون في كفَّيك غاليتي
لما وفَى حقَّكم بالكون مِعشارُ
يا مَن تقلَّبتُ في أحشائها زمنًا
أخوضُ تثقلني بالخلقِ أطوارُ
أفديكِ يا صرخةً من صدرها انطلقتْ
يومَ المخاضِ بواه الجسم تنهارُ
يا مُقلةً سهرتْ .. يا دمعةً سُكِبَتْ
يا أنَّةً جَمُدَت من حَرِّها النارُ
أفديكِ يا شمعةً تبكي ذوائبها
فتُشْعِلُ الدَّربَ للسَّارين أنوارُ
أفديكِ أمَّاه يا نبض الهوى بدمي
إن كنتِ لؤلؤةً فالقلبُ محَّارُ
يا مَن سَهِرْتِ لترعَيْ أنَّتي وعلى
أجفانك الدمعُ بالآمال موّارُ
إذا مرضتُ سهرتِ الليلَ باسطةً
كفَّ الدعاءِ ودمعُ العينِ مدرارُ
تُكَفْكِفِينَ دُموعًا لا تكفكفها
كفٌّ ولم يكفها بالكفِّ صبارُ
ما زال همسُ صداك العذب يحملني
وفي جناحيه تهذيبٌ وتذكارُ
مُذ كنتُ طفلاً بألعابي أداعبكم
حتَّى توالت كومض البرق أعمارُ
تعاتبين بلى تضفين بلسمَكم
إذا تغشَّتْ صفاءَ السَّمت أكدارُ
ربَّاهُ لا تحرمَنِّي حسنَ طلعتها
ما لي إذا فُقدت عيناي إبصارُ!!
أمَّاه أمَّاه لي في كلِّ زاويةٍ
من دارنا بسمةٌ تحلو بها الدارُ
أشتاقُ كلَّ مكانٍ كنتُ أجلسُه
مَعْكُم فيحرقني بالشوق تذكارُ
أشتاقُ تسبيحَكم للهِ منسكبًا
كالشهدِ يحدوه ترتيلٌ وأذكارُ
محرابُكم ليلُكم تسبيحُكم لغةٌ
من فيضها يهتدي للنور محتارُ
علَّمْتِني أنْ أرى دنياي محتقرًا
إذا أُقيمَ لها في الناس إكبارُ
عَلَّمْتِني أنَّها بحرٌ نصارعه
والبحرُ مهما توالَى الدهر غدَّارُ
عَلَّمْتِني العزَّ في عصرٍ أُهينَ به
على التزلُّف ساداتٌ وأحبارُ
عَلَّمْتِني خالص التَّعليم في زمنٍ
تلوثَتْ فيه بالتعليم أفكارُ
أَكْرِمْ بأميَّةٍ طابت مناهلها
في عصر علمٍ تغشَّى جلَّهُ العارُ
لم تقرئي كُتُبًا لم تُمسكي قلمًا
لكنَّ تهذيبَكم كالبحر زخَّارُ
لو كانت (الدَّالُ) بين الناس واحدةً
وخُيِّرَتْ ما أتَتْ إلاَّكِ تختارُ!!!
أمَّاه يا بسمةَ الدنيا وزينتَها
مشاعري من شموخِ الحُبِّ تنهارُ
أمَّاه يا مسكَ هذا الكونِ قاطبةً
يا دُرَّةً ضمَّها بالطُّهرِ محّارُ
يا أجملَ الكونِ مَن ناداكِ (جَوْهَرَةً)
عذب النداء بذاك الحسن يحتارُ
أكادُ أُقسمُ أنَّ البدرَ يحسدُكم
يخشَى إذا بِنْتِ أن يجفوه سُمَّارُ
ولو جُعِلْتِ مكانَ البَدْرِ قائمةً
لما عدتكِ مَلاكَ الحسنِ أبصارُ!!
لا عيبَ في حسنكم إلا مكارمُكم
طهرُ الشمائلِ فوقَ الحسنِ أستارُ!!
أمَّاه لي في هواكم ما ينازعني
قلبي ولي بالهوى سبقٌ وإصرارُ
أنتِ المليكُ لكم عرشٌ ومملكةٌ
بساح قلبي وتيجانٌ وأسرارُ
أنتِ السواد بعيني أنتِ دفء دمي
أنت الهوى لقِفارِ القلب أمطارُ
أنتِ النَّدى رقَّةً أنتِ [الشَّذا] عَبَقًا
أنتِ الحنانُ بنبعِ الحبِّ أنهارُ
أوصانيَ اللهُ يا أمَّاه بِرَّكُمُ
وأَحْكَمَتْ عُنُقي بالحقِّ آثارُ
(ولا تَقُل لهما أُفٍّ) أأنطقُها
ويلي إذَنْ ويلَ خزيٍ بَعْدَهُ النَّارُ
أمَّاه فضلُكِ بحرٌ لا تحيطُ به
من فيضِ قلبي ترانيمٌ وأشعارُ
رضاكِ عنِّي مُنَى نفسي وغايتُها
واللهُ إن تغفري يا أمّ غفَّارُ
لا قاعَ في بحركم يا أمّ نبلغُه
فليسترحْ برضاكم عنه بحَّارُ
تَرَاءَت لك الدنيا الخؤون فحلّتِ
تَرَاءَت لك الدنيا الخؤون فحلّتِ
عرى توبَةٍ أبرمتها فاضمحلَّتِ
تكلّفتهاحتى إذا ما اقتنصتها
محت أم دفرٍ رسمها إذ تجلتِ
تكلّف مَن لَم يأتها عن بصيرَةٍ
فما أقبلت حتى انثَنَت وتولّتِ
تَجافَ عن الدنيا وأمضٍِ طَلاقَها
طَلاقَ بَتاتٍ إنَّها شرُّ خِلّةٍ
تَنَل طِيبَ وقتٍ لم يُكَدِّر صفاؤه
ومشهَدَ أنسٍ لم يُدَنَّس بغفلةِ
وتَرقَ لحال في بساطِ كرامةٍ
أتاكَ بها الهادي المبين الأدِلّةِ
تَلألأتِ الدُّنيا لِنُورِ جَبِينِه
فولَّيتُوجهِي شَطرَهُ فهو قِبلَتِي
تنآءى فحنَّ الجذعُ شوقاً فكيفَ لاَ
يحنُّ له قلبي وتنهلُّ مُقلَتِي
تَوَسَّل به يا أيها المُذنِبُ الذي
مَضَى العمرُ مِنهُ في شقاءٍ وضلَّةِ
تَزُوركَ يا خيرَ الأنام مُحَمَّداً
صلاَةُ شَجٍ في عَبرَةٍ مستهلَّة
وطني...
وطني... لو كنتُ بعض الكادحين التعساءْ
في قراك النائيه ..
لو توسّدت ذراعي في العراء
جامعاً حولي ثيابي الباليه
لم أكابد من عميق الذلّ ما كابدتهُ صبحَ مساءْ
وأناآكل خبزي في بيوت الغرباءْ !
وطني .. أقسى من الكدح الذليلْ
ومن الوحشة في ليل منافيك الكئيبه
و من الشوق ، بلا جدوى ، إلى لين وسادٍ
و إلى عينَي حبيبه
أنْ يحلَّ المرءُ في أرضٍ غريبه
طارئآً ، ترمقه الأعينُ في مقت و ريبه
و تصيح الطرق الخرساء و الريح به:
أنتَ دخيل!
أن يكون المرء كالطير المهاجر
أو كأفّاقٍ مغامر
في فجاج الأرض ، لا بيتَ له ، لا أصدقاءْ ..
ليس بين الناس من يعرف ماضيه . و لا من أين جاء !
وطني ..
كم من دموع قيَّدتها الكبرياءْ
سوف أذريها غداً فوق ثراكْ
عندما تفتح في الفجر يداك
بابك المغلق في وجه بنيك الأوفياء .
صافحيني مرّةً ، لا بفتور وارتخاءِ
صافحيني مرّةً ، لا بفتور وارتخاءِ
بل كما يفعل كلّ الأصدقاء
بيدٍ تنبض ودّاً و حنانا
أوهميني أن لي في قلبك النائي مكانا
و دعي أنملكِ الرخصة تغفي في يدي
لحظاتٍ قبل أن تبتعدي
ليظلّ الدفء يسري في دمائي
قبل أن أبقى وحيداً مع أحزان المساءِ
آه، لو أنا تلاقت كالمحبين يدانا
لتحديتُ الزمانا
و لكانت أنجم الليل وسادي!
آه يا سمراءُ، يا أجملَ أزهار بلادي
صافحيني بحنان عندما نفترقُ
أنا في عينيكِ أفنى .. إنني أحترقُ!
كم خُدِعنا ببريق الواجهاتْ
كم خُدِعنا ببريق الواجهاتْ
فتريثنا .. ولكنْ لم نجد خلف البريقْ
دُُ رّّةًً جاء بها الغواصُ من قاع سحيق
بل عقوداً من زجاج ٍ و جرارًًا فارغات
ليس في أعماقها قطرةُ ماء أو رحيق!..
يا لبؤس الكلمات
حين تغدو لُعبًًا خرساء في أيدي الحواةْ
بعد أن كانت نجوماً و منارات طريق !
نَقمتُ الرّضَى حتى على ضاحكِ المُزْنِ
نَقمتُ الرّضَى حتى على ضاحكِ المُزْنِ
فلا جادَني إلا عَبوسٌ منَ الدَّجنِ
فَلَيتَ فَمي إن شامَ سِنّي تبَسُّمي
فمُ الطّعنةِ النّجْلاءِ تَدْمى بلا سِنِّ
كأنّ ثَناياهُ أوَانِسُ يُبْتَغَى
لها حُسنُ ذِكْرٍ بالصّيانةِ والسّجنِ
أبي حَكَمَتْ فيهِ اللّيالي ولم تَزَلْ
رِماحُ المَنايا قادِراتٍ على الطّعنِ
مضَى طاهر الجثمان والنّفس والكرَى
وسُهدِ المنى والجَيبِ والذيلِ والرُّدنِ
فيا لَيتَ شِعري هل يَخِفّ وَقارُهُ
إذا صَارَ أُحْدٌ في القِيامَةِ كالعِهْنِ
وهلْ يرِدُ الحوْضَ الرّويَّ مُبادِراً
معَ النّاسِ أمْ يأبَى الزّحامَ فَيَستأني
حِجىً زادَهُ من جُرْأةٍ وسَماحةِ
وبعضُ الحجى داعٍ إلى البخلِ والجُبنِ
على أُمّ دَفْرٍ غَضْبَةُ اللّهِ انّها
لأجْدَرُ أُنْثَى أنْ تَخونَ وأن تُخني
كَعابٌ دُجاها فَرْعُها ونَهارُها
مُحيّاً لها قامتْ له الشمسُ بالحُسنِ
رآها سليلُ الطّينِ والشّيبُ شامِلٌ
لها بالثّرَيّا والسّماكَينِ والوَزْنِ
زمانَ تَوَلّتْ وأدَ حَوّاءَ بِنتِها
وكم وأدَتْ في إثْرِ حَوّاء مِن قَرْنِ
كأنّ بنيها يُولَدونَ وما لهَا
حليلٌ فتخشَى العارَ إن سَمحتْ بابْنِ
جَهِلْنا فلم نَعلمْ على الحِرْص ما الذي
يُرادُ بنا والعِلْمُ للّهِ ذي المَنِّ
إذا غُيّبَ المَرْءُ استَسَر حَديثُهُ
ولم تُخْبِرِ الأفكارُ عَنْهُ بما يُغْني
تَضِلّ العُقولُ الهِبْرِزِيّاتُ رُشْدَها
ولم يَسلَمِ الرّأيُ القويُّ من الأفْنِ
وقد كانَ أربابُ الفَصاحَةِ كُلّما
رأوا حَسَناً عَدّوهُ من صَنعةِ الجنِّ
وما قارَنتْ شخصاً من الخلقِ ساعةً
منَ الدّهرِ إلا وَهيَ أَفْتَكُ من قِرْنِ
وَجَدْنا أذى الدّنيا لَذيذاً كأنّما
جَنى النّحلِ أصنافُ الشّقاء الذي نجني
فما رَغبتْ في الموْتِ كُدرٌ مَسيرُها
إلى الوِرْدِ خِمسٌ ثم يَشرَبنَ من أَجنِ
يُصادِفنَ صَقراً كلَّ يوْم وَلَيْلَةٍ
وَيَلْقَيْن شَرّاً مِن مَخالبِهِ الحُجنِ
ولا قَلِقاتُ اللّيلِ باتَت كأنّها
من الأينِ والإدلاجِ بعضُ القنا اللُّدنِ
ضَرَبْنَ مَليعاً بالسّنابكِ أرْبَعاً
إلى الماء لا يَقدِرْنَ منهُ على مَعْنِ
وخوْفُ الرّدى آوَى إلى الكَهفِ أهلَهُ
وكَلّفَ نوحاً وابنَهُ عَمَلَ السّفنِ
وما استَعذَبَتهُ روحُ موسى وآدَمٍ
وقد وُعِدا من بعدِه جَنَّتَيْ عَدْنِ
أمَوْلى القَوافي كم أراكَ انْقِيادُها
لك الفُصَحَاءَ العُرْبَ كالعَجم اللُّكنِ
هَنيئاً لكَ البيتُ الجَديدُ مُوَسِّداً
يَمينَكَ فيهِ بالسّعادةِ واليُمْنِ
مُجاوِرَ سَكْنٍ في دِيارٍ بَعيدَةٍ
من الحيّ سَقياً للدّيار وللسَّكنِ
طَلَبتُ يَقيناً مِنْ جُهَيْنَةَ عنهُمُ
ولن تخبريني يا جُهينَ سوَى الظّنِّ
فإنْ تَعْهَديني لا أزالُ مُسائِلاً
فإنّيَ لم أُعْطَ الصّحيحَ فأستَغني
وإنْ لم يَكُنْ للفَضْلِ ثَمّ مَزِيّةٌ
على النّقص فالوَيلُ الطويلُ من الغَبنِ
أمُرّ بِرَبْعٍ كُنْتَ فيهِ كأنّمَا
أمُرّ منَ الإكرامِ بالحِجرِ والرُّكْنِ
وإجْلالُ مَغْناكَ اجتِهادُ مُقَصِّرٍ
إذا السّيفُ أوْدى فالعفاءُ على الجَفْنِ
لقد مَسَخَتْ قلبي وفاتُكَ طائراً
فأقْسَمَ أنْ لا يَسْتَقِرّ على وَكْنِ
يُقْضّي بَقايا عَيْشِهِ وجَناحُهُ
حَثيثُ الدّواعي في الإقامةِ والظّعنِ
كأنّ دُعاء الموتِ باسْمِكَ نَكْزَةٌ
فَرَتْ جَسَدي والسّمُّ يُنفثُ في أُذني
تَئنّ ونَصْبي في أنينِكَ واجِبٌ
كما وَجَبَ النّصْبُ اعترافاً على إنِّ
ضَعُفْتَ عن الإصْباحِ واللّيلُ ذاهبٌ
كما فَنيَ المِصْباحُ في آخرِ الوَهْنِ
وما أكثرَ المُثني علَيكَ ديانَةً
لو أنَّ حِماماً كانَ يَثنيهِ مَن يُثني
يوافيكَ من ربّ العُلى الصّدقُ بالرّضَى
بَشيراً وتلقاكَ الأمانَةُ بالأمْنِ
ويَسكْني شهيدُ المَرْءِ غيرِكَ هَيْبَةً
وبُقْيا وإنْ يُسألْ شهيدُكَ لا يكني
يُصَرِّحْ بقَوْلٍ دونَهُ المِسكُ نَفحةً
وفِعْلٍ كأمْواهِ الجِنانِ بِلا أَسْنِ
يَدٌ يَدَتِ الحُسْنى وأنفاسُ رَبّها
تُقىً ولسانٌ ما تحرّكَ باللَّسْنِ
فليتَكَ في جَفني مُوارىً نَزاهَةً
بِتِلْكَ السّجايا عن حَشايَ وعن ضِبني
ولو حَفَرُوا في دُرّةٍ ما رَضِيتُها
لجِسْمِكَ إبْقاءً عَلَيْهِ منَ الدّفنِ
ولو أوْدَعُوكَ الجوّ خِفْنا مَصيفَهُ
ومَشتاهُ وازدادَ الضّنينُ منَ الضّنِّ
فيا قبرُ واهٍ مِنْ تُرابكَ لَيّناً
علَيهِ وآهٍ مِنْ جنادِلِكَ الخُشنِ
لأُطبِقتَ إطباقَ المَحارَةِ فاحتَفِظْ
بلؤلؤةِ المَجْدِ الحَقيقَةِ بالخزْنِ
فهلِ أنتَ إن ناديتُ رَمسكَ سامِعٌ
نداءَ ابنِكَ المَفجوعِ بل عبدِكَ القِنِّ
سأبكي إذا غنّى ابنُ وَرْقاءَ بَهجةً
وإن كانَ ما يَعنيهِ ضِدَّ الذي أعْني
ونادِبَةٌ في مِسْمَعي كُلُّ قَيْنَةٍ
تُغَرَدُ باللّحْنِ البَرِيّ عن اللّحنِ
وأحمِلُ فيكَ الحُزْنَ حَيّاً فإن أمُتْ
وألقَكَ لم أسلُكْ طرِيقاً إلى الحُزْنِ
وبَعدَكَ لا يَهوى الفُؤادُ مَسَرّةً
وإن خانَ في وَصْلِ السّرورِ فلا يَهني
وَلّي يا خَبيثَةُ لا هَلُمّي
وَلّي يا خَبيثَةُ لا هَلُمّي
أَقولُ إِذا نَأَيتِ وَلا تَعالي
وَإِمّا كُنتِ يا نُوَبي وَلاءً
فَإِنّي لا أُحاذِرُ أَن تُوالي
تَعالى القَومُ في طَلَبِ المَعالي
فَيا قَمَراً بِذي كَلَإٍ تَعالى
وَلَو أوتيتُ في الأَيّامِ لُبّاً
تَقارَضَتِ الوِدادَ وَلَم تُقالي
الدَهرُ لا تَأمَنُهُ لَقُوَةٌ
الدَهرُ لا تَأمَنُهُ لَقُوَةٌ
تَزُقُّ أَفراخاً لَها بِالسُلَيّ
تُضحِ الثَعالي خائِفاتٍ لَها
وَتُذعِرُ الخِشفَ وَأُمَّ الطُلَيّ
إِن يَرحَلِ الناسُ وَلَم أَرتَحِل
فَعَن قَضاءٍ لَم يُفَوَّض إِلَيّ
خُلِقتُ مِن بَعدِ رِجالٍ مَضَوا
وَذاكَ شَرٌّ لي وَشَرٌّ عَلَيّ
تَعَبُ كُلّها الحَياةُ
غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِ
وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِي
سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ
أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ أمْ غَنْ
نَت عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ
صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْ
بَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ
خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ ال
أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ
وقَبيحٌ بنَا وإنْ قَدُمَ العَهْ
دُ هَوَانُ الآبَاءِ والأجْدادِ
سِرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً
لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ
رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً
ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ
وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ
في طَويلِ الأزْمانِ وَالآباءِ
فاسْألِ الفَرْقَدَينِ عَمّنْ أحَسّا
مِنْ قَبيلٍ وآنسا من بلادِ
كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ
وَأنارا لِمُدْلِجٍ في سَوَادِ
تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْ
جَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ
إنّ حُزْناً في ساعةِ المَوْتِ أضْعَا
فُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميلادِ
خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّتْ
أُمّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ للنّفادِ
إنّما يُنْقَلُونَ مِنْ دارِ أعْما
لٍ إلى دارِ شِقْوَةٍ أو رَشَادِ
ضَجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يُستريحُ ال
جِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ
أبَناتِ الهَديلِ أسْعِدْنَ أوْ عِدْ
نَ قَليلَ العَزاءِ بالإسْعَادِ
إيه للّهِ دَرّكُنّ فأنْتُنّ اللْ
لَوَاتي تُحْسِنّ حِفْظَ الوِدادِ
ما نَسيتُنّ هالِكاً في الأوانِ ال
خَالِ أوْدَى مِنْ قَبلِ هُلكِ إيادِ
بَيْدَ أنّي لا أرْتَضِي مَا فَعَلْتُنْ
نَ وأطْواقُكُنّ في الأجْيَادِ
فَتَسَلّبْنَ وَاسْتَعِرْنَ جَميعاً
منْ قَميصِ الدّجَى ثيابَ حِدادِ
ثُمّ غَرِّدْنَ في المَآتِمِ وانْدُبْ
نَ بِشَجْوٍ مَعَ الغَواني الخِرادِ
قَصَدَ الدهر من أبي حَمزَةَ الأوْ
وَابِ مَوْلى حِجىً وخِدن اقتصادِ
وفَقيهاً أفكارُهُ شِدْنَ للنّعْ
مانِ ما لم يَشِدْهُ شعرُ زِيادِ
فالعِراقيُّ بَعْدَهُ للحِجازِىْ
يِ قليلُ الخِلافِ سَهْلُ القِيادِ
وخَطيباً لو قامَ بَينَ وُحُوشٍ
عَلّمَ الضّارِياتِ بِرَّ النِّقَادِ
رَاوِياً للحَديثِ لم يُحْوِجِ المَعْ
رُوفَ مِنْ صِدْقِهِ إلى الأسْنادِ
أَنْفَقَ العُمرَ ناسِكاً يَطْلُبُ العِلْ
مَ بكَشْفٍ عَن أصْلِهِ وانْتِقادِ
مُستَقي الكَفّ مِنْ قَليبِ زُجاجٍ
بِغُرُوبِ اليَرَاعِ ماءَ مِدادِ
ذا بَنَانٍ لا تَلْمُسُ الذّهَبَ الأحْ
مَرَ زُهْداً في العَسجَدِ المُستَفادِ
وَدِّعا أيّها الحَفيّانِ ذاكَ الشْ
شَخْصَ إنّ الوَداعَ أيسَرُ زَادِ
واغْسِلاهُ بالدّمعِ إنْ كانَ طُهْراً
وادْفِناهُ بَيْنَ الحَشَى والفُؤادِ
واحْبُوَاهُ الأكْفانَ مِنْ وَرَقِ المُصْ
حَفِ كِبْراً عن أنْفَسِ الأبْرادِ
واتْلُوَا النّعْشَ بالقِراءَةِ والتّسْ
بِيحِ لا بالنّحيبِ والتّعْدادِ
أسَفٌ غَيْرُ نافِعٍ وَاجْتِهادٌ
لا يُؤدّي إلى غَنَاءِ اجْتِهادِ
طالَما أخْرَجَ الحَزينُ جَوَى الحُزْ
نِ إلى غَيْرِ لائِقٍ بالسَّدادِ
مِثْلَ ما فاتَتِ الصّلاةُ سُلَيْما
نَ فَأنْحَى على رِقابِ الجِيادِ
وهوَ مَنْ سُخّرَتْ لهُ الإنْسُ والجِنْ
نُ بما صَحّ من شَهادَةِ صَادِ
خافَ غَدْرَ الأنامِ فاستَوْدَعَ الرّي
حَ سَليلاً تَغْذُوهُ دَرَّ العِهَادِ
وَتَوَخّى لَهُ النّجاةَ وَقَدْ أيْ
قَنَ أنّ الحِمَامَ بالمِرْصادِ
فَرَمَتْهُ بهِ على جانِبِ الكُرْ
سِيّ أُمُّ اللُّهَيْمِ أُخْتُ النّآدِ
كيفَ أصْبَحتَ في مَحلّكَ بعدي
يا جَديراً منّي بحُسْنِ افتِقادِ
قد أقَرّ الطّبيبُ عَنْكَ بِعَجْزٍ
وتَقَضّى تَرَدّدُ العُوّادِ
وَانْتَهَى اليأسُ مِنكَ وَاستشعَرَ الوَجْ
دُ بأنْ لا مَعادَ حتى المعادِ
هَجَدَ السّاهرُونَ حَوْلَكَ للتمْ
ريضِ وَيحٌ لأعْيُنِ الهُجّادِ
أنتَ مِن أُسْرةٍ مَضَوْا غَيرَ مَغْرُو
رينَ مِنْ عَيشَةٍ بِذاتِ ضِمادِ
لا يُغَيّرْكُمُ الصّعيدُ وكونوا
فيهِ مثلَ السّيوفِ في الأغمادِ
فَعَزيزٌ عَليّ خَلْطُ اللّيالي
رِمَّ أقدامِكُمْ بِرِمّ الهَوَادي
كُنتَ خِلّ الصِّبا فلَمّا أرادَ ال
بَينَ وَافَقْتَ رأيَهُ في المُرادِ
ورأيتَ الوَفاءَ للصّاحِبِ الأوْ
وَلِ مِنْ شيمَةِ الكَريمِ الجَوادِ
وَخَلَعْتَ الشّبابَ غَضّاً فَيا لَيْ
تَكَ أَبْلَيْتَهُ مَعَ الأنْدادِ
فاذْهَبا خير ذاهبَينِ حقيقَيْ
نِ بِسُقْيا رَوائِحٍ وَغَوَادِ
ومَراثٍ لَوْ أنّهُنّ دُمُوعٌ
لمَحَوْنَ السّطُورَ في الإنْشادِ
زُحَلٌ أشرَفُ الكَواكبِ داراً
مِنْ لِقاءِ الرّدَى على ميعادِ
ولِنارِ المِرّيخِ مِن حَدَثانِ الدّهْ
رِ مُطْفٍ وَإنْ عَلَتْ في اتّقادِ
وَالثَرَيّا رَهينَةٌ بِافْتِراقِ الشْ
شَمْلِ حَتّى تُعَدّ في الأفرادِ
فليَكُنْ لِلْمُحَسَّنِ الأجَلُ المَمْ
دودُ رغماً لآنُفِ الحُسّادِ
وَلْيَطِبْ عَنْ أخيهِ نَفساً وأبْنا
ء أخيهِ جَرائحِ الأكبادِ
وإذا البَحْرُ غاضَ عنّي ولم أرْ
وَ فلا رِيّ بادّخارِ الثِّمادِ
كُلُّ بَيْتٍ للْهَدْمِ ما تَبْتَني الوَرْ
قاءُ والسّيّدُ الرّفيعُ العِمادِ
والفَتَى ظاعِنٌ ويَكفيهِ ظِلُّ السْ
سَدْرِ ضَرْبَ الأطْنابِ والأوْتادِ
بانَ أمْرُ الإلَهِ واختَلَفَ النّا
سُ فَداعٍ إلى ضَلالٍ وَهَادِ
والّذي حارَتِ البَرِيّةُ فِيهِ
حَيَوَانٌ مُسْتَحْدَثٌ مِن جَمادِ
واللّبيبُ اللّبيبُ مَنْ لَيسَ يَغْترْ
رُ بِكُوْنٍ مَصيرُهُ للفَسادِ
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)