عرّف ابن خلدون الحضارة بأنّها "تفنّن في الترف وإحكام الصنائع المستعملة في وجوهه ومذاهبه من المطابخ والملابس والمباني والفرش والأبنية وسائر عوائد المنزل وأحواله"،كما إنّه عرّفها ضمن الإطار الإجتماعي والتاريخي بأنّها الوصول إلى قمّة العمران والتطوّر الثقافي والشخصي للمجتمع والدخول للرقي الإجتماعي الثابت فالحضارة بوجهة نظره هي نهاية العمران، بيد أنّ ابن خلدون تأثّر في ثقافة عصره وألفاظها التي تختلف عنها الآن، وقد يكون غير دقيق أحياناً في المصطلحات والمفاهيم ويبرز ذلك عنده في لفظ الحضارة حين يستعمل لفظ دولة بمعنى الحضارة بيد أنّ ذلك عائد للمصطلحات واختلافها بين العصور فهو لم يتوقع أن تتطوّر اللغة وتختلف من عصر لآخر، ومع ذلك يُعتبر ابن خلدون أوّل من استخدم مصطلح الحضارة بمفهومه القريب من معناه حديثاً.